تعرف على مهام كاتب المحتوى الـ 6
يخطر في بال الإنسان آلاف الأسئلة يوميًا والتي كان سابقًا يتجاهلها لصعوبة البحث بين الكتب والمؤلفات عن جواب لها، لكن مع وجود الإنترنت اليوم أصبح كل ما عليك هو امتلاك حساب على غوغل والبدأ بطرح عدد لا متناهي من الأسئلة، لكن من سيجيبك على غوغل؟ ومن سيقدم لك الأجوبة هناك؟ هذا ما سنتعرف عليه في مقالنا اليوم، لذلك قم بتحضير كوب النسكافية وتابع معنا.
إن سهولة وصول المعلومات للإنسان اليوم تترافق مع وجود فريق عمل يسعى جاهدًا لتقديم هذه المعلومات، فإن كنت تظن أن من قام بتقديم هذا المقال لك هو الروبوت أو غوغل بذاته فأنت مخطأ لأنه تم كتابته وصياغته من قبل إنسان مثلك يمتلك مهارات الكتابة الإبداعية جعلته مؤهلًا للحصول على هذه الوظيفة، فهل تظن أنك تمتلك هذه المؤهلات التي تجعلك تمتلك وظيفة كاتب محتوى؟ لو فرضنا أن جوابك هو نعم، فهل تعلم ما هي مهام كاتب المحتوى؟ الأن سأخبرك
ما هي مهام كاتب المحتوى؟
إن مهام كاتب المحتوى تختلف باختلاف نوع الكتابة ولكني في مقال اليوم سأركز على كتابة المقالات ضمن المواقع الإلكترونية على غوغل لذلك ستكون مهام كاتب المحتوى محصورة ضمن هذا المجال.
- امتلاك مجال للتحدث عنه: إن أي شيء يخطر في بالك ستجد له العديد من المقالات في غوغل، فمثلًا لو بحثت عن طريقة طهي ورق العنب ستعثر على جوابًا ولو بحثت عن أول رائد فضاء في العالم ستجد جوابًا أيضََا ولو بحثت عن أفضل مصمم ملابس ستجد جوابًا، ولو بحثت عن سبب الحرب بين أوكرانيا وروسيا ستجد جوابًا؛ إذًا هناك من يكتب كل شيء وعن أي شيء وهذا الأمر يجعل أختيارك للتخصص واسعًا، لأنك لو كنت بارعًا بالهندسة ستجد آلاف المواقع التي تنتظرك والأمر ذاته لو كنت طبيبًا، لذلك الفكرة الأولى تكمن بامتلاكك شيئًا حقيقيًا تفهمه وتستطيع التكلم حوله.
- البحث عن أفكار مترابطة: بعد أن قررت المجال الذي ستكتب عنه ولنفترض أنك قمت باختيار العمل الحر مثلي عليك الأن أن تقوم بتشجير العمل الحر للحصول على مقالات فرعية وفروع فرعية، المقصود أن صاحب الموقع لا يحتاج منك لمقال واحد ولا اثنان ولا حتى عشرة بل هو يحتاج لعدد كبير من المقالات المنظمة والواضحة والتي يؤدي ترابطها للوصول لهدف واضح، مثلًا لو قمت بالكتابة حول التصميم الإلكتروني ستحتاج للعديد من المقالات التي تتحدث عن برامج التصميم بالتفصيل الملل ومقالات عن مواقع العمل الحر التي تطلب الموظفين وعن رواتب المصممين وعن نصائح للمصممين والكثير من الأفكار التي لا تنتهي من المقالات، هل تظن بأن الأمر صعبًا؟ لم ترى بعد شيئًا من مهام كاتب المحتوى!
- الكتابة الجذابة: الأن بعد أن أصبحت فكرة المقال جاهزة أمامك عليك الأن أن تقوم بطهي الحروف لتقديم وجبة دسمة للقارئ تغنيه عن طلب وجبة أخرى، لذلك هنا ستظهر مهاراتك وابداعاتك وقدراتك الكافية لإيصال المعلومات الوافية، فلو كنت أبحث مثلًا عن كيفية تعلم البرمجة ووصلت إلى مقالك يجب أولًا أن تمتلك أسلوب جذاب يجعلني أتابع القراءة وثانيًا عليك أن تقدم لي كل ما احتاجه لتعلم البرمجة حتى لا اضطر للبحث عن مقال آخر، وهذا الأمر من أهم مهام كاتب المحتوى التي يجب عليك إدراكها فإن كنت تظن أن مهمتك هي صف الحروف فقط فأنت مخطئ، وهذا المقال سيصحح لك مفاهيمك الخاطئة حول كتابة المحتوى.
- فهم قواعد السيو: هنا على محركات بحث غوغل لا مكان للعشوائية أبدًا، صحيح أنك من قمت باختيار المجال الذي ستكتب فيه ولكن مضمون المقال سيكون مقيدًا بعض الشيء من غوغل، لأن من مهام كاتب المحتوى أن يحصل على رضا غوغل ليقوم بنشر مقاله في الصفحات الأولى لذلك عليك أن تلتزم باستخدام الكلمات المفتاحية وتوزعها ضمن المقال بشكل مبسط ومنظم، ولا تنتهي مهام كاتب المحتوى هنا بل عليك أيضََا أن تتأكد من قابلية قراءة المقال ويعتمد هذا الشيء على وضع عناوين واضحة متضمنة الكلمة المفتاحية وأن يكون طول الفقرات متوسط والجمل واضحة ومترابطة وترتيب الأفكار بشكل متسلسل، والكتابة وفق شروط المقال أي البدء بمقدمة بسيطة تهيئ القارئ لمحتوى المقال ومن ثم العرض الذي يتضمن الجوهر الذي تريد التحدث عنه والذي ينبغي تقسيمه لفقرات متوسطة الطول ومن ثم خاتمة تقدم بها ملخصًا لكل ما ورد في المقال وبهذه الطريقة تكون قد حصلت على مقال مثالي يحبه غوغل.
- البحث عن المصادر: مهما كنت تمتلك أفكار ولديك الكثير من المعلومات لتقديمها تحتاج أحيانًا لتدعيم مقالك ببعض الأفكار الخارجية التي ستقوم بصياغتها بطريقتك لأن من مهام كاتب المحتوى البحث عن مصادر خارجية موثوقة، لكن من أين تعثر على هذه المصادر؟ إن أكثر هذه المصادر شيوعًا وسهولةً هو الإنترنت ذاته، أي أنك ستقوم بالبحث ضمن مقالات المواقع الأخرى (الموثوقة طبعًا) عن معلومات إضافية وتعيد صياغتها ضمن مقالك، وأيضًا بإمكانك الإستعانة بالكتب الرقمية أو الورقية المرتبطة بمجالك وربما فيديوهات اليوتيوب أو البودكاست أيضًا، المعنى أن أي مصدر يقدم معلومات قيمة ومفيدة للقارئ بإمكانك الإستعانة بها ضمن مقالك، بالنسبة لي غالبًا ما أعتمد على المقالات الأجنبية أو مشاهدة فيديوهات اليوتيوب التي تخدم نفس الفكرة أو منشورات الأشخاص المختصين في هذا المجال وما إلى ذلك، وتذكر دائمًا أنك لن تصبح كاتبًا ما لم تكن قارئًا.
- تجهيز المقال للتحرير: مهما كنت متمكنًا من الكتابة وضبط الكلمات ستقع بالخطأ لا محال إما بسبب السرعة أو تشتت الانتباه أو السهو لذلك عليك أن تقوم بمراجعة ما قمت بكتابته بشكل دقيق لتفادي الوقوع بأخطاء كاتب المحتوى التي غالبًا ما تكون إملائية أو نحويّة ولكن غالبًا ما يكون العقل مخادعًا ويشعرنا أن الكلمة مكتوبة بالشكل الصحيح رغم وجود خطأ فيها، لذلك أنصحك بالاستعانة بأدوات كاتب المحتوى التي ستساعدك في الحصول على تدقيق إملائي ونحويّ وبعضها يساعدك أيضًا في اختيار عنوان جذاب للمقال ومنها أيضًا من يساعدك في كتابة مقال موافيًا لشروط السيو.
بعد أن تأكدت من سلامة المقال وتوافقه مع السيو وقابلية القراءة بقي عليك اضافة الروابط الداخلية والخارجية والتي سيكون لها مقال مفصل قريبًا، وأيضًا بقي عليك إضافة صورة أو فيديو ضمن المقال تخدم الكلام أو ترتبط معه وصورة في أول المقال تمهيدًا لمحتوى المقال، وهذه الصور إما أن سيتم تصميمها من قبل مصمم يعينه صاحب الموقع أو يطلب منك إحضارها وهنا أنصحك بتطبيق pinterest فهو رائع لاختيار الصور التي لا تحتوي على حقوق نشر، ولا تنسَ إضافة لوغو الموقع على الصورة.
لقد أصبح المقال الأن جاهزًا للنشر فكل ماعليك هو وضعه في المسودة حتى يتأكد صاحب الموقع من كفاءته ليقوم بعدها بنشره، بعض كتّاب المحتوى يزعمون أن مهام كاتب المحتوى منحصرة بالكتابة فقط وتقديم المعلومات ولا علاقة له بالسيو وترتيب الموقع والنتائج وإنما هي مهمة صاحبة الموقع، برأيي أن هذا الكلام غير صحيح، لأن نجاح أي كاتب محتوى اليوم يعتمد بشكل أساسي على نجاح الموقع الذي يكتب به، ولأن الكتابة الإلكترونية تختلف عن الكتابة الورقية لابد من تعلم السيو وإتقانه واحتراف التعامل مع الووردبريس أيضًا، لذلك إليك أهم المهارات التي يجب أن يمتلكها أي كاتب محتوى.
مهارات تؤهل أي شخص لأداء مهام كاتب المحتوى
- المصداقية والأمانة: هل فكرت سابقًا بخطورة قيام الكاتب بتقديم معلومات غير موثوقة بأي مجال كان حتى لو كان المجال عاديًا بنظرك، فحتى الكاتب الذي يقدم تقيمًا عن جودة المطاعم أو الفنادق أو المتاجر الإلكترونية كم من الخسائر التي سيسببها للأشخاص إن لم يكن كلامه دقيقًا وصادقًا، وسيزداد الخطر مع ازدياد أهمية التخصص، لذلك يشترط بالدرجة الأولى أن يكون الكاتب أمينًا ويبحث عن المعلومات بدقة وحذر ويفقه المهمة الموكلة إليه ويتعامل معها على قدر كبير من المسؤولية.
- امتلاك المهارة: هناك آلاف الكتّاب العرب الذين يقدمون المقالات ضمن المواقع العربية ولكن هل جميع هذه المقالات صالحة للقراءة؟ قد يكون بعضها سليم من الأخطاء الكتابية والنحويّة ولكن يفتقر للموهبة والأسلوب الجذاب، لذلك لا يمكن أن ننكر أن الكتابة بالمرتبة الأولى هي موهبة ومهارة وليست وظيفة مهنية، فحتى لو تمكنت من التمكن من قواعد اللغة والبدء بالكتابة ستشعر بعد فترة قصيرة أن الأمر ممل جدًا لأنك لا تمتلك الدافع الداخلي الذي يخلق مع كل كاتب.
- فهم أساسيات السيو: لن يرغب أي صاحب موقع بتوظيف كاتب لكتابة المقالات باللغة العربية لا يمتلك على الأقل معرفة سطحية بقواعد السيو لأن الأفضل أن يكون خاضعًا لكورسات تدريبية تساعده على فهم محركات البحث وكيفية التعامل معها.
- وجود دافع للعمل: كونك قررت العمل كفريلانسر هذا يعني أنه لا وجود لشخص يقدم لك الأوامر وينظم لك المهام الشهرية بل أصبحت هذه هي مهمتك الشخصية وبالتالي عليك التمتع بقوة الإرادة ووجود الدافع الذي يساعدك على الاستمرار والتغلب على الكسل ومواجهة الظروف التي لا نهاية لها.
- العمل الجماعي: إن مهام كاتب المحتوى تحكم عليه العمل مع الفريق لذلك لابد أن يتمتع كاتب المحتوى بأسلوب العمل الجماعي والاستماع للغير والأهم هو تقبل النقد والقدرة على التعديل في حال طلب صاحب الموقع ذلك.
- امتلاك لغة انكليزية جيدة تساعدك في التعامل مع الإنترنت والأدوات والاستعانة بالمصادر الأجنبية.
- امتلاك خبرة جيدة ببرامج الحاسوب المختلفة وخاصة الاكسل والوورد وتعلم التعامل مع الووردبريس وبلوجر.
- امتلاك فكر واسع وأسلوب هادئ وواضح وواعي كافي لنقل صورة واضحة عن الموضوع المراد الكتابة عنه.
- حب البحث والاستكشاف وتدقيق المعلومات وامتلاك وقت مخصص للقراءة يوميًا.
- امتلاك وقت كافي للكتابة وجعلها أمرًا أساسيًا لا ثانويًا لأن كتابة المحتوى يحتاج إلى تنظيم وبذل وتخصيص وقت للنشر والبحث والكتابة لذلك لابد من وجود وقت كافي لكل ذلك.
لقد كان مقال مهام كاتب المحتوى مليء بالمعلومات القيمة التي يحتاجها كل كاتب محتوى ليحقق قفزة في مجاله المهني، فإن كنت ترى أن مهارات كاتب المحتوى تنطبق جميعها عليك، بإمكانك إذًا البدء بالبحث عن وظيفة في موقع ما لتنثر حروفك وتنير لنا مجالًا مظلمًا في العالم العربي.
