أفكار تساعدك على تنظيم الوقت
أنت تمتلك أربع وعشرين ساعة يوميًا كالتالي، كان يمتلكها أينشتاين و الفارابي وابن البيطار وجميعهم حققوا تغيرًا في الأرض وعلى مدى التاريخ، فماذا صنعت أنت؟ إن وضع الحُجج بالوقت عن أداء المهام لم يعد يفيدك لأن الجميع يمتلك الوقت ذاته، لكن الاختلاف يكمن في تعاملك مع هذا الوقت وقدرتك على السيطرة عليه، لذلك سأساعدك اليوم بتقديم بعض النصائح والأفكار المجربة التي ستساعدك على اغتنام ساعات يومك وضبطها والاستفادة منها قدر المستطاع، لتكون قادرًا على تنظيم الوقت.
فوائد تنظيم الوقت
إن كثرة المُلهيات من حولنا سرقت الوقت منّا، فكم من مرة أمسكت هاتفك لترى الساعة وأخذتك مواقع التواصل الاجتماعي لساعات؟ لذلك كلما زادت الملهيات من حولك زادت أهمية تنظيم الوقت لكي لا ينسرق عمرك منك دون أي فائدة، ولكي تقتنع أكثر بأهمية تنظيم الوقت، اقرأ هذه الفوائد التي ستحصل عليها:
- العثور على ساعات اليوم التي تزعم أنها أقل من أربع وعشرين ساعة، لأنك أثناء التنظيم ستوظف كل دقيقة بمهمة معينة، وبالتالي سيكون يومك بأكمله معروضًا أمامك.
- ستنجز مهامك المُوكلة إليك بوقتها المحدد دون الشعور بالضغط والهم.
- الراحة النفسية والجسدية لأنك بدأت بالعمل وخرجت من دائرة التمني والهم.
- الشعور بلذة الإنجاز التي لا يعادلها لذة، حيث ستشعر أنك إنسان منتج ومبدع ولديك قدرات عالية عليك استغلالها، مما يساعدك في عدم الخوف من المستقبل.
- تقليل الوقت اللازم لإنتاج المهام، لأن الوقت ليس مفتوحًا أمامك، بل هو مقيد بساعات محددة، وهذا سيجعلك تعمل بجهد وسرعة أكبر، وهذا سيصرف عنك الأفكار السلبية لأنك لن تجد وقتًا لها.
- معرفة كافة المهام المترتبة عليك وعدم نسيان شيء منها، لأن جميعها تم تدوينها وترتيبها في مكانها المناسب.
- الحصول على وقت كافٍ لممارسة الهوايات وتنمية الذات وقضاء وقت كافٍ مع العائلة والأصدقاء.
أفضل طرق تنظيم الوقت
راقب يومك: قبل أن تبدأ بخطة التنظيم عليك أن تراقب مسار يومك المعتاد بكل تركيز، لتلاحظ المشكلة وتحدد مكانها، هل المشكلة تكمن في تأخرك الدائم عن المواعيد؟ هل تأخذ وقتًا أكثر من اللازم لإنجاز المهام؟ دائمًا قبل أن نبدأ بالعلاج علينا تشخيص المشكلة جيدًا، راقب الوقت الذي تقضيه على مواقع التواصل الاجتماعي، والوقت الذي تقضيه في أداء المهمة، هل يتناسب مع جودة الإنتاج؟ هذه التفاصيل الصغيرة ستجعلك تعيد التفكير في حياتك كلها، وتعثر على الأربع وعشرين ساعة التي تزعم أنها أقل!
تحديد المهام المطلوبة: قم بجلب ورقة وقلم، وكتابة كل المهام التي عليك إنجازها، سواءً لهذا اليوم أو لهذا الشهر، عليك أن تسجل كل المهام المطلوبة منك، وبعدها يأتي دور الأولويات، وهنا يجب أن تكون دقيقًا جدًا وصادقًا في اختيار أولوياتك، فهناك مهام لا يمكن تأجيلها، وبعض المهام يمكن وضعها كثانوية، وبعد أن تحدد الأولويات، قم الآن بتنظيمها في جدول زمني حتى يكون كل شيء واضحًا أمامك.
تحديد الوقت: لو أنك تركت نفسك دون قيود لن تستطيع ضبطها، لذلك عليك أن تضبط نفسك بوقت محدد حتى تتمكن من إنجاز مهام أكثر، ولكن عليك أن تجعل الوقت المحدد منطقيًا، فلا يكون طويلًا أكثر من اللازم فيضيع يومك على مهمة واحدة، ولا قصيرًا فينقضي الوقت دون إنجاز وتعيش باللوم والضغط.
قسّم وقتك من ساعة استيقاظك إلى ساعة نومك، حتى تكون كل الساعات منظمة ومرتبة وواضحة أمامك، ولا تنسَ أن تترك لنفسك بين المهمة والأخرى فترة زمنية للراحة ومعاودة النشاط حتى لا تُدخل نفسك في دائرة الملل والكسل.
كن واقعيًا: متى ما أصبحت إنسانًا واقعيًا، أصبحت إنسان منتجًا، لذلك تخلى عن المثالية وحب الكمال وفكر بمنطقية، فلن تتمكن من إنجاز كل المهام دفعة واحدة، لذلك لا بد من تجزئتها وترتيبها وفق الأهمية، ومن ثم البدء بأدائها دون أي ضغط أو هم، لأن ما سبق سيقلل من إتقان عملك ويبطئ أداءك ويجعلك في توتر دائم.
لا تهتم بالكم اهتم بالكيف: فلا تحاسب نفسك على كمية المهام التي قد أنجزتها فقط، بل حاسبها على كيفية الأداء، فالعبرة ليست بالكميات دائمًا، خاصة عندما يحتاج منك العمل التركيز والإتقان، فالسرعة المبالغة صحيح أنها تساعدك على الانتهاء من العمل، لكن ما الفائدة من الانتهاء إن لم يكن العمل مقبولًا؟ وبذات الوقت، لا تجعل تركيزك على الكيف ينسيك مرور الوقت، بل احرص على أن تكون متوسطًا في جميع أمورك.
توزيع المهام: لن تصل إلى مرحلة التنظيم إن كنت ستقوم بإنجاز جميع المهام بمفردك، لذلك عليك أن تتعلم مهارة توزيع المهام والتسليم للغير، فحتى لو كنت تظن أنك الوحيد القادر على إنجاز المهمة، فلا بد من طلب المساعدة، خاصة عندما تكون تحت ضغط كبير من الواجبات.
ركز بالمهمة الحالية: إن الشتات الذهني والتفكير والتخطيط يضيع عليك الكثير من الوقت، وخاصةً السيناريوهات التي تعيشها في مخيلتك، لذلك عليك أن تتعلم كيف تضبط نفسك لتركز في المهمة الحالية ولا تنشغل بما دونها، وعادةً ما يكون الأمر بالاعتياد والحزم مع النفس ومراقبة الساعة دائمًا ومعرفة أهمية الوقت والسعي لاستغلاله بالمفيد، وتعلّم أن تعطي كل ذي حق حقه الكافي، ولا تضيع عمرك بالتفكير والخيال.
تسجيل الملاحظات: خلال يومك تتعرض للكثير من المواقف التي قد تجعلك تنسى الكثير من المهام التي قد سُلمت لك، وما قد طلبه الآخرين منك، لذلك عليك أن تقوم بتدوين كل الملاحظات بذات الوقت وعدم تأجيلها لوقت لاحق حتى لا تنساها، بإمكانك الاستعانة (ببرنامج المفكرة) على الجوال إن كنت ترى أن فكرة دفتر الملاحظات غير مناسبة.
الالتزام: ما فائدة كل ما سبق إن كان مجرد حبر على الورق ولم تقم بتنفيذه؟ عليك أن تضبط نفسك لأداء المهام والالتزام بذلك ما أمكن، حتى تحصل على الإنجاز الذي تطمح إليه، ومما يساعدك على الالتزام هو جعل البرنامج مرنًا وقابلًا للتعديل، حتى تتمكن من مداركة التقصير إن حصل وإمكانية إضافة مهام جديدة وتعديل الأوقات بما يتناسب مع الظرف الحالي، فالغاية هي التنظيم لا حصر النفس وإهلاكها.
نصائح إضافية من أجل تنظيم الوقت
- اجعل لك وردًا من القرآن، لأن للقرآن أثر كبير في بركة الوقت، ولا تجعل مهامك الدنيوية تلهيك عن مهامك الدينية، لذلك أداء الفرائض لن يأخر سير خطتك بل سيباركها.
- لا تكلف نفسك فوق طاقتك بغية الإنجاز وسرعة الوصول إلى الهدف، لأنك بذلك ستعيش بضغط نفسي وسينتهي الوقت دون أي إنجاز.
- اجعل لنفسك دائمًا خططًا بديلة تتماشى مع الظروف الطارئة التي قد تعترض يومك.
- إن غلبكَ النوم يومًا، فلا تلغِ البرنامج كاملًا بسبب تأخرك في أدائه، بل قم بإنجاز المهام الأهم فالأهم، حتى لا يفوتك اليوم بأكمله.
- ابتعد عن مواقع التواصل والملهيات ما أمكن ذلك، فالعمر يمضي وكل دقيقة سنٌسأل عنها.
- ترتيب مكان العمل أو الدراسة له أثر إيجابي جدًا في راحتك، وبالتالي إنجاز أكبر وأسرع.
- ضع كل شيء في مكانه بعد استخدامه حتى توفر على نفسك مهمة الترتيب وتختصر وقت البحث عن أشيائك الضائعة، فتنظيم الوقت يبدأ أولًا بتنظيم حياتك وأشيائك.في الختام، أعتقد أنك عرفت أن تنظيم الوقت له أهمية كبيرة بعد قراءة المقال هذا، رتّب حياتك وانجح بها بوقتك.