الجمعة, يونيو 27, 2025
Homeتطوير الذاتاهزم الخوف من المستقبل بهذه النصائح

اهزم الخوف من المستقبل بهذه النصائح

اهزم الخوف من المستقبل بهذه النصائح

الخوف من المستقبل هو شيء من الطبيعة البشرية ما لم يزيد الأمر عن حده، لأن المستقبل هو المجهول الذي ينتظرنا، ويختلف استقبالنا للمجهول على حسب اختلاف أفكارنا الداخلية وإيماننا، لذلك سأنيرك اليوم من الداخل حتى تتمكن من انتظار المستقبل دون أي خوف أو رهاب.

يكثر الكلام عن الخوف من المستقبل وتطول به المقالات وتتعدد به الكتب، وقد تم تصنيفه كمرض نفسي عند الإفراط فيه، ووضعوا له الأسماء والعلاجات، وأنا طبعًا لا أنكر الطب النفسي بل أحبذه، ولكن مقالي اليوم سيكون مختلفًا، لأنني سأخاطب روحك القلقة، لذلك خذ نفسًا عميقًا وتابع المقال معي.

ما هو الخوف من المستقبل؟

اهزم الخوف من المستقبل بهذه النصائح

إن سيرك في مكان مجهول سيزرع الخوف في جوفك لا محال، وتفقد السيطرة في التحكم في المشاعر، لأنك لا تعلم ما الذي ينتظرك، هل ستهجم الذئاب عليك؟ هل ستصل إلى طريق مسدود؟ هل سيكون الطريق مظلمًا وضيقًا؟ كل هذه التساؤلات ستدور في ذهنك، لأنك لا تعلم إلى أين أنت ذاهب، وهذا الخوف هو أمر طبيعي، فالإنسان بطبعه يخاف من المجهول، حيث يخاف من الإمتحان، ومن لقاء العمل، ومن السفر، ومن الزواج، لأن جميعها أمور مجهولة بالنسبة له في الوقت الحالي، والأمر ذاته ينطبق على المستقبل ككل، فهو لا يعلم ما الذي ينتظره، هل حقًا سيصل إلى حيث يريد؟ هل قُدِّر له السعادة أم التعاسة؟ هل تنتظره المخاطر أم البشائر؟ كلها أمور مجهولة بالنسبة له، لذلك يشعر بالخوف والقلق، وقد يزيد الأمر عن حده ويتطلب علاجات نفسية ليتمكن من التغلب عليه، ولكي نتدارك الأمر قبل أن يصبح مرضي، علينا التمعن بسطور الفقرة التالية.

كيف أتغلب على الخوف من المستقبل؟

المستقبل بيد الله: جرب أن تتعرف على خالقك، من الرائع جدًا أن تتعرف على الإله الذي خلقك والذي بيده أمرك، لأنك بتعرّفك عليه سيزداد إيمانك به، وتوقن تمامًا أنه هو الرحمن الرحيم، عندما تتمعن بصفات الله وأسمائه ستهدأ روحك ويذهب قلقك، لأنك ستعلم أن المستقبل بيد الله، وعندما يكون الأمر بيده سيكون كل شيء على ما يرام، فهو أرحم بك من أمك وأقرب لك من نفسك، لذلك استودع الله زمام أمرك وتوكل عليه، ودع الأمور تأتي كما كتبها الله لك، لعل ما كتبه الله يأتي كما يتمناه قلبك.

نصيبك سيصيبك: إن قدَرَ الإنسان مكتوب قبل أن يُخلق، لذلك مهما سعى وبذل وحاول، لن يحصل إلا على ما هو مقدر له، وخير دليل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا غلام إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفت الصحف) فليس بحرصك ستنجو من المخاطر، بل بتقدير الله ورحمته، وليس بعزمك وذكائك ستحصل على رزقك وصحتك، بل برحمته وكرمه، فلِما الخوف والأمر ليس لك؟ إن خوفك من المستقبل لن ينجيك منه، ولن يغيره بل سيحرمك من لذة اليوم.

اعمل لمستقبلك: قبل أن تشتكي من الخوف من المستقبل أسأل نفسك، ماذا أعددت للمستقبل؟ هل تبذل قصار جهدك لتكون فيه أفضل مما أنت عليه اليوم؟ هل لديك خطة واضحة تسير وفقها للوصول إلى أهدافك المستقبلية؟ بدلًا من أن تخاف من ظلمة المستقبل أنر شمعةً بيدك وسر بها في طريقك، وهذه الشمعة سيكون نورها العمل والسعي والبذل، فكيف تخاف من الرسوب في المستقبل وأنت لا تدرس اليوم؟ وتخاف من أن تجوع بالمستقبل وأنت لا تعمل اليوم؟ فأنت أتيت لهذه الحياة للعمل والسعي، وحتى لو حصلت على نتائج منافية لسعيك، فيكون أمر الله قد وقع ولا مفر منه وهو خيرٌ خفي تجهله بقصر معرفتك، لذلك انشغل بالأخذ بالأسباب لا بالخوف من النتائج.

أحسن الظن: إن الخوف من المستقبل يعني تشاؤمك من القادم، والتشاؤم في الإسلام يعني سوء الظن بالله تعالى، وهذه من المعاصي التي يُحاسب الإنسان عليها، وتوقُّع السوء يجلب السوء لكثرة تفكيرك به. لذلك بدلًا من كل ذلك جرب أن تكون محسنًا الظن بالله، آخذًا بقول الله تعالى في الحديث القدسي (أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي) ظِنْ بالله خيرًا لتجد خيرًا، فكما أن سوء الظن معصية، فحُسن الظن عبادة يؤجر العبد عليها، ولا تظن أن الأمر سهلًا، بل يحتاج إلى مجاهدة وتدريب وبعدها سيتحول حسن الظن من سماتك وأخلاقك، وستكون ثمارها رِضى الله عنك وطمأنينة وراحة بقلبك.

واجه مخاوفك: أحد الدروس التي سمعتها للدكتور ابراهيم الفقهي رحمه الله قال فيه أن من أحد أنواع التغلب على الخوف هو مواجهته، وأشد أنواع المواجهة هو التخيل، أن تقوم بتخيل أسوأ شيء قد يصيبك، هل تخشى الرسوب في المستقبل؟ تخيل أنك قد رسبت بكل التفاصيل والمشاعر، وهنا ستحصل على فائدتين: الأولى هي أنك قللت الصدمة على نفسك في حال رسبت، والثانية اكتشفت أن الرسوب ليس نهاية العالم وأنك تحمل الأمر أكثر من حجمه، ولكن يجدر بك تخيل ما تطيق من الأمور، أما الأمور التي تكون فوق طاقة تحملك فاتركها لله ولن يخيبك.

الدعاء: لا يرد القضاء إلا الدعاء، إن الله تعالى برحمته بنا جعل الدعاء بابًا بيننا وبينه لنخبره بأمانينا وأحلامنا ونرجوه أن يحققها لنا، وكلما كان الدعاء صادقًا ونابعًا من القلب كان أقرب للاستجابة، فكم من معجزة حققها الدعاء، وكم من خائف أمّنه الدعاء، جرب هذه الليلة أن تختلي مع خالقك، وتخبره عن المخاوف التي تحيط بقلبك، أخبره أن لقلبك أمنية مرهونة بغيبيّاته سبحانه، قل له أن القادم مخيف، وأنك تخشى المجهول، اسأله أيام سعيدة وحياة هادئة تغمرك بها الصحة والعافية، فرّبّ داعٍ لا يُرد، حارب صوت مخاوفك بصوت دعائك،.وقل يا نفس أمرُنا بيد الله فلا للخوف.

الخطط البديلة: إن حصول أي تغير في خطتك قد يعرضك للدخول بصدمة نفسية، وقد يكون سبب خوفك من المستقبل هو خوفك من تغير خطتك أو حصول معوقات لها، لذلك يجب أن تمتلك خطة بديلة دائمًا حتى تتمكن من السيطرة على الظروف والعثرات، وتقبلها وتضعها بحسبانك دون أن تكون سبب لخوفك ورهابك من وقوعها في المستقبل.

في الختام، إن الخوف من المستقبل أمرٌ طبيعي عند البشر أجمعين، ولكن إن سلّمت أمرك إلى الله حقَّ التسليم، فلن يكون للخوف مكان في قلبك.

Sawsan Mohamed
Sawsan Mohamed
بدلًا من أن أقف بين طابور المتذمرين من الواقع العربي وتأخره، قررت أن أقدم بصمة للتغير من خلال حروفي، لعلّها تكون نورًا لمن يبحث عن العلم والفائدة. سوسن محمد؛ أحد كتّاب المحتوى الهادفين، والباحثين عن التميز والتألق، لينيرا لها هذا الدربَ السامي.
مقالات ذات صلة

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

- Advertisment -

الأكثر شهرة