أخطاء يرتكبها كاتب محتوى عليك أن تتفاداها
تعتبر كتابة المحتوى اليوم من أكثر المهام طلبًا في العالم الرقمي، وقد أصبح عدد كتّاب المحتوى يفوق عدد المواقع والقنوات التي تبحث عنهم، ولكن هل كل من صفّ حروفه سمي كاتبًا؟ وما هو الذي يميز كاتب محتوى عن آخر؟ وماهي الخطوات الأساسية حتى تصبح كاتبًا مميزًا؟ وماهي الأخطاء التي يجب أن تتجنبها ويقع فيها الكثير من الكتّاب؟ كل هذه التساؤلات سنجيب عليها في مقال اليوم، تحت عنوان “أخطاء يرتكبها كاتب المحتوى” فتابع المقال معنا.
من هو كاتب محتوى؟
عزيزي القارئ، إن كنت تظن أنك ستصبح كاتبًا بمجرد أنك كتبت مقالًا عن الربيع، فأنت مخطئ تمامًا، لأن كتابة المحتوى كغيرها من المهن التي تحتاج إلى الكثير من التدرب، والممارسة، وتعلم أساسيات العمل، وخاصةً في عالم الويب، حيث المنافسة شرسة جدًا والبقاء للأكثرة خبرة وإنجازًا، فكاتب المحتوى في العالم الرقمي هو الشخص المسؤول عن كتابة المقالات لمواقع الويب، وكتابة السكريبات لقنوات اليوتيوب، وكتابة المنشورات للانستغرام، وغيرها من منصات التواصل، ولكن كاتب المحتوى يختلف عن كاتب الروايات بأنه لن يفتح العنان لحروفه بشكل مطلق، بل عليه التقيد ببعض القواعد الأساسية التي يفرضها التعامل مع العالم الرقمي، ونستنتج أن الربح من كتابة المقالات باللغة العربية أو بلغة غيرها ليست بهذه السهولة.
ولكن ما هي الأخطاء التي يرتكبها العديد من كتاب المحتوى، التي يجب عليك أن تتجنبها؟
أخطاء قد يقع بها أي كاتب محتوى
كونك كاتب محتوى يعني أنك المسؤول عن نجاح الموقع أو فشله، وكلما كنت تعمل جاهدًا للحد من الأخطاء وتعديلها، يعني أنك تمتلك فرصة أكبر للتميز والنجاح، لذلك سأعرض لك أبرز الأخطاء التي يقع بها كتاب المحتوى.
1. الأخطاء الإملائية والنحوية: من المعيب جدًا أن تسمي نفسك كاتبًا وأنت لا تستطيع التمييز بين همزة القطع وهمزة الوصل، وبين التاء المربوطة والتاء المبسوطة، نرى اليوم الكثير من الكتّاب العرب الذين يهينون اللغة العربية بمقالاتهم الرديئة، فبدل أن تبحث عن اسم الكاتب كي تتواصل معه، ابحث عنه كي تحذر من التعامل معه، لأن أول خطوات الكتابة الصحيحة هي الإلمام بقواعد اللغة وعالم النحو والصرف، وهذه المعلومات لا يتم اكتسابها فقط في المراحل التعليمية، بل يحتاج الأمر منك إلى التدرب والممارسة لتجنب الوقوع في الأخطأ، وأنصحك جدًا بالإطلاع على مقال 20 أداة خارقة لكاتب المحتوى
2. الصياغة الضعيفة: عندما أتصفح مواقع الويب العربية بحثًا عن معلومة مفيدة، أهرب من بعض المقالات هروب الطيور من القطط، فمن السطر الأول لا يوجد ما يشدّني لإكماله، ولا أجد أن الحماس قد امتلكني للتعرف على سطوره الباقية، لذلك أتركه وأمضي بحثًا عن مقال آخر، وبالتالي فإن امتلاكك للمعلومات غير كافٍ، لأنك تحتاج أيضًا لامتلاك قدرة على صياغة هذه المعلومات بطريقة تجذب القارئ لمتابعة المقال حتى السطر الأخير. ومن وجهة نظري، الصياغة الركيكة يمكن معالجتها بالممارسة والتعديل المستمر بالمقال، ولكن يصعب أن يصل الكاتب ذو الصياغة الضعيفة إلى الكاتب ذي الصياغة الممتازة بسهولة، لأن للموهبة دور كبير في ذلك.
3. تجاهل عالم السيو: أن تكتب مقالًا رائعًا وموزونًا، وتقوم بنشره على موقع إلكتروني دون مراعاة قواعد السيو، فأنت تقوم بدفن كلماتك مع الصفحات الأخيرة في غوغل، وفي الصفحات تلك، اقتل شخصًا وقم بدفنه ولن يعثر عليه أحد، لأنه لا يوجد شخص سيصل بالبحث إلى هناك، لأننا دائمًا نقوم بتغير كلمات البحث بدلًا من النظر إلى الصفحة الثانية، فكيف بالصفحة الأخيرة، فقواعد السيو هي أساس الكتابة في العالم الرقمي، وهي الوسيلة لظهور مقالك في الصفحات الأولى من البحث، وهي عبارة عن قواعد سهلة، فبمجرد مراعاتك للكلمات التي يبحث عنها الأشخاص، واستخدام هذه الكلمات بشكل سلس في المقال مع مراعاة استخدام الصور والروابط الصحيحة، وتطبيق القواعد الأخرى، سيتجه مقالك نحو الأفق.
4. عدم استهداف الجمهور: أنت مدرك تمامًا أنك تكتب لإفادة الجمهور، لذلك يجب أن يتناسب محتواك مع جمهورك المستهدف. فلو كنت تستهدف الأطفال، فليس من المنطقي أن تكتب مقالًا عن كيفية الربح من الإنترنت، لذلك يجب أن تكون على علم مسبقًا بما يحتاجه جمهورك، حتى تتمكن من تحديد هدف محتواك. لذلك إن كنت ترغب بالحصول على عدد كبير من الزيارات، عليك أن تدرس جمهورك بشكل جيد، وبإمكانك أيضًا الحصول على الجمهور من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، مثل الانستغرام، أوالفيسبوك، بحيث تنشئ صفحةً، وتبدأ بنشر محتواك بها، وبهذا ستلاحظ زيادة أعداد الزيارات، خاصةً إن كنت تمتلك طريقة تسويقية فعالة.
5. محتوى مخادع: إيّاك أن تنغر بإسلوب المخادعين لجمع الإعجابات والزيارات، بحيث يضعون عنوانًا حصريًا وجذابًا، ويكون المحتوى غير متناسق مع ذلك أبدًا، انت بهذه الطريقة ستحصل على عدد كبير من الزيارات لمرة واحدة فقط، ثم ستحصل على سمعة سيئة لموقعك، أو قناتك، أو سمعة سيئة لمهنتك كونك كاتب محتوى، وهذه من أشهر الأخطاء التي يرتكبها كاتب المحتوى، أو أن يكون المحتوى غير مفيد، كأن تخبرني بعنوانك أنك ستساعدني في التعرف على عالم السيو، وأخرج من موقعك كما دخلت إليه، دون الاستفادة من أي معلومة تذكر.
6. عدم امتلاك خطة: أن تستلم موقعًا للكتابة فيه بشكل مستمر، يعني أنك أصبحت مسؤولًا عن المحتوى الذي سيُقدم، لذلك لا يجب أن تكون مقالاتك مبعثرة وعشوائية، بل يجب أن تمتلك خطة منظمة تتقيد بها، أي أن تقسم كل فكرة إلى عنوان رئيسي، وعناوين فرعية، وعناوين جانبية، والأمر ذاته داخل كل مقال، فأنت تحتاج إلى تنظيم المعلومات وترتيبها، بحيث تتدرج في المعلومات وترتبها حتى يبدو المقال منظمًا وواضحًا.
7. عدم مراجعة المحتوى: كونك تمتلك العديد من المعلومات في رأسك، والتي تتنافس فيما بينها للخروج أولًا، ستقوم أنت بالكتابة بشكل سريع حتى لا تضيع أي فكرة أو معلومة من يدك، وبالتالي ستقع بالكثير من الأخطاء منها الإملائية، وبعضها النحوية، وأخرى لغوية، لذلك بلا شك أن تحتاج إلى إعادة قراءة المقال بعين القارئ لا الكاتب، حتى تتمكن من سد كل الثغرات التي قد تكون وقعت بها بالخطأ، وبالتالي ستقدم مقالك وأنت واثق تمامًا أن مقالك كامل، وعلى النحو الذي يُرضي جمهورك.