الذكاء الاصطناعي المتطور لقد توسع الذكاء الاصطناعي بشكل هائل في الفترة السابقة، فأصبح يكمل الجمل ورسائل البريد الإلكتروني، بل انتقل من تلك المرحلة إلى مرحلة الذكاء الاصطناعي المتطور، مثل برنامج Chat GPT الذي يساعدنا على الوصول إلى إجابة الأسئلة بسرعة، الأمر الذي جعلنا نسأل عن أدوار المهنيين في الصناعات المختلفة، فهل سوف يعززها الذكاء الاصطناعي أم يقضي عليها تماما.
الذكاء الاصطناعي المتطور
هناك سؤال نحتاج الإجابة عليه هل الذكاء الاصطناعي المتطور يعزز مستقبل المهنيين أم يهدده؟ ومن أجل فهم القلق الذي يواجهه المهنيين وأصحاب العمل في الوقت الحالي تم إجراء دراسة علمية على أكثر من 1200 فرد يعملون في مجالات التجارة العالمية والمحاسبة والضرائب والقانون والمخاطر والامتثال.
وكانت نتيجة الدراسة أن الذكاء الاصطناعي يعتبر حافزا للنمو الهائل، وخاصة في مجالات زيادة الإنتاج؛ حيث إنه يساعد المهنيين على تحقيق الاستفادة القصوى من مواهبهم البشرية، فقد استنتج اقتصاديون في شركة “غولدمان ساكس” أن الذكاء الاصطناعي يمكنه رفع نمو إنتاجية العمل، وبالتالي يعتبر حجر الأساس للنمو الاقتصادي بحوالي 1.5% كل عام، والذي يعتبر ضعف معدله في الوقت الحالي.
الذكاء الاصطناعي المتطور يعزز الإنتاجية
الذكاء الاصطناعي المتطور قادر على تعزيز الإنتاجية والكفاءة، فمن المتوقع أن يعالج التحديات التشغيلية ويقوم بإعادة تشكيل إجراءات العمل، فالمحترفون ينظرون إلى قوة الذكاء الاصطناعي بالطريقة التي تتماشى مع الاحتياجات التشغيلية والمواهب وتوقعات العملاء والاعتبارات البيئية.
ينقسم الحماس في الصناعة القانونية لتحسين الإنتاجية بين شركات المحاماة والإدارات القانونية الداخلية، حيث إن أولويات الإنتاجية تختلف على حسب الأهداف داخل كل قطاع، وبعض شركات المحاماة هدفها هو تعزيز العمليات، فإن 75% من المتخصصين القانونيين و59% من المتخصصين في الضرائب والمحاسبة هدفهم الأساسي هو الإنتاجية.
وتأتي الكفاءة الداخلية في المرتبة الثانية؛ حيث إن 50% من موظفي مكاتب المحاماة و55% من العاملين في مجال الضرائب والمحاسبة هدفهم الأساسي هو الإدارات الداخلية من أجل حماية الأعمال والتركيز على مواكبة التشريعات والقوانين.
لكن اتفق الفريقان على أن أكبر المخاوف التي تحيط باستخدام الذكاء الاصطناعي هو خطر الدقة، فعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي قادرًا على التخلص من أخطاء البشر، إلا أن الكثير من المشاركين ما زالوا لا يثقون ثقة كاملة في دقة مخرجاته.
اقرأ أيضًا: الحوسبة الحيوية أم الذكاء الاصطناعي من سيشكل مستقبل البشرية؟
لذلك قام المحترفون باقتراح استخدام العملاء للذكاء الاصطناعي بأنفسهم؛ لأن ذلك يؤدي إلى ظهور تحديات جديدة، خاصة إذا كانوا لا يثقون في مخرجات الذكاء الاصطناعي، ومن ثم سوف يظل الإنسان، ولكن من الأفضل أن يكون شخص لديه خبرة ومعرفة صناعية؛ حتى يمكنه التأكد من الدقة عند استخدام التكنولوجيا بدلا من أخذ المخرجات كما هي.
الخوف من إزاحة بعض الوظائف
على الرغم من انطلاق فكرة الذكاء الاصطناعي كمنافس إلا أن الخوف من إزاحة الوظائف ما زال ينتشر في بعض أركان العالم المهني، فمن المتوقع أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على المهنيين الذين يعتبرون المعرفة رأسمالهم البشري.
فقد تم إجراء بحث علمي لفريق من جامعة” بنسلفانيا الأميركية” عن تقييم المهن التي يشكل الذكاء الاصطناعي خطرا كبيرا عليها وجدوا أن وظائف مثل ميكانيكا الدراجات أو غسل الصحون أو الطهو لا يسبب لهم الذكاء الاصطناعي أي خطر.
والمهن التي تتعرض لخطر كبير من الذكاء الاصطناعي هي علماء الرياضيات والمترجمين ومصممي المواقع، ومن هذه المهن مهنة الصحافة التي من المتوقع أن تتعرض للخطر بنسبة 100%، فقد قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الصحفيين يخافون من التقدم الذي أدى إلى طرد العمالة اليدوية وتسبب في تسريح العمال.
اقرأ أيضًا: روبوتات الدردشة الجديدة هل تلغي محركات البحث وأدوار البشر؟
لكن على الصعيد الآخر أكد “جوشوا غانس” الخبير الاقتصادي في جامعة “تورنتو” أن التكنولوجيا تعمل على تحويل الشيء النادر إلى شيء متوفر بكثرة، وأضاف أن الصحفيين في ظل الذكاء الاصطناعي سوف يكون لهم قيمة أكبر، وهي طرح أسئلة جيدة، والحكم على جودة الإجابات وليس فقط كتابة التقارير.
وختاما نستطيع القول أنه لا داعي للقلق من الذكاء الاصطناعي المتطور؛ لأنه يساعد المهنيين على تطوير مواهبهم والاستفادة منها، وليس أبدا القضاء عليهم، حتى مهنة الصحافة التي كان يمثل خطر الذكاء الاصطناعي عليها 100% أصبح الصحفيون لهم دور مختلف تماما عن كتابة التقارير في ظل الذكاء الاصطناعي ألا وهو التأكد من جودة الإجابات.
