السبت, يوليو 27, 2024
Homeتقنيةبحث عن الأمن السيبراني: دليل مصغر للمبتدئين

بحث عن الأمن السيبراني: دليل مصغر للمبتدئين

لربما تردد إلى سمعك مصطلح الأمن السيبراني في العصر الرقمي الذي نعيشه! فكما تعلم اجتاحت التكنولوجيا كل شيء في الحياة. كما فرضت على أي شركة تريد البقاء في جو المنافسة أن تبقى مطلعة على أحدث التطورات التقنية لتحقيق أقصى قدر ممكن من الإنتاجية والكفاءة. نتيجة لذلك أصبحت الشركات أكثر عرضة للخطر وهنا يأتي دور الأمن السيبراني في حماية بياناتها ومعداتها. نستعرض أدناه بحث الأمن السيبراني للمبتدئين يتضمن مفهومه وأهميته، وأنواعه وأنواع الهجمات السيبرانية، وأبرز التّدابير المتبعة لحماية العملاء والموظفين والبيانات من مخاطره. فما هو الأمن السيبراني باختصار؟

تعريف الأمن السيبراني وأهميته

الأمن السيبراني هو مجموعة التقنيات والممارسات المصمَّمة لحماية شبكات المؤسسة وبرامجها وأجهزتها وبياناتها من التَّلف والهجمات والوصول غير المصرح به.

تبرز أهمية الأمن السيبراني لكون الحكومة والجيش والشركات والمؤسسات المالية والطبية تخزّن وتجمع وتعالج كميات كبيرة من البيانات على أجهزة الكمبيوتر والشبكات والخوادم وغيرها. فضلاً عن أن جزء كبير من تلك البيانات حسّاسة قد تكون: معلومات شخصية أو بيانات مالية أو ملكية فكرية. فقد تتعرّض للمتسللين أو مجرمي الإنترنت الذين يسعون لسرقة تلك المعلومات واستخدامها لتحقيق مكاسبهم. حيث تأتي التَّهديدات السيبرانية على عدّة أشكال وأنواع فما هي؟

أنواع تهديدات الأمن السيبراني

تأتي الهجمات السيبرانية بعدّة أشكال يجب على الشركات معرفتها لتتمكّن من تطوير استراتيجية واتخاذ خطوات ضدّها، وتتجلّى فيما يلي:

  • القرصنة: يشمل مجموعة واسعة من التَّهديدات بما يتضمّن: سرقة بيانات اعتماد شخص ما واستخدامها للدّخول إلى النّظام دون إذن. أو هجومًا بسيطًا بالقوّة الغاشمة كاستخدام برامج كمبيوتر متخصّصة لتوصيل تبديلات مختلفة لرموز المرور لتحديد الرمز الصحيح.
  • البرمجة النصية عبر المواقع: يُختصر إلى XSS، تستغل عبر مواقع الويب فهو يمنح المجرمين القدرة على حقن البرامج النصية من جانب العميل في صفحات الويب التّي يزورها المستخدمون بشكل متكرّر. كإدخال هذه البرامج النّصية في الصفحة الرئيسية للشركة، ليستخدمه المهاجمين للالتفاف على عناصر التحكم في الوصول التي تُوضَع للتحكم في من يمكنه الوصول إلى النّظام الأساسي.
  • انتحال DNS: نوع فرعي شائع من الاختراق الأمني، ينتج عن إدخال رمز بيانات (DNS) فاسد إلى ذاكرة التّخزين المؤقّت لمحلّل DNS نفسه. يُسمّى تسميم ذاكرة التَّخزين المؤقت لنظام (DNS)، فيقوم اسم الخادم بإرجاع سجل نتائج غير صحيح. هنا يستفيد المهاجمين من ذاكرة التخزين المؤقت المسمومة لخداع المستخدمين وتسجيل عناوين IP خاطئة والوصول إلى الشبكة.

عناصر الأمن السيبراني

الأمن السيبراني
الأمن السيبراني

تطوّرت أنواع الأمن السيبراني بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية ومن أكثر العناصر أهمية فيه والتي يجب على الجميع أخذها في الاعتبار ما يلي:

  • أمن الشبكات: أي تأمين الشبكة بشكل مناسب ضد المستخدمين غير المرغوب فيهم، والتطفلات، والهجمات وغير ذلك. إذ يجب أن تتضمن خطط أمان الشبكة الفعالة الكشف عن الفيروسات والوقاية منها ومشكلات التحكم في الوصول.
  • أمان التطبيق: هو بروتوكولات أمان تركز بشكل خاص على التطبيقات للحفاظ على كفاءتها وأمانها، إذ يجب تحديثها واختبارها باستمرار للتأكد من صحة عملها، كما يجب تأمينها ضد الهجمات الإلكترونية.
  • أمن المعلومات: أي العمليات والتدابير المصممة لمنع الوصول غير المرغوب به إلى المعلومات الحساسة، كحمايتها من الكوارث المحتملة كانقطاع التيار الكهربائي.
  • أمان إنترنت الأشياء: بقصد بأمان إنترنيت الأشياء أي الإجراءات الأمنية المطبقة على الأجهزة التي تستخدم الإنترنت كالطابعات والفاكس.
  • أمان نقاط النهاية: تحتاج الشركات أن تكون قادرة على الوصول إلى بياناتها عن بعد، فبإمكان الموظفين الوصول إلى معلومات الشركة عن بعد، والمجرمين يمكنهم فعل ذلك أيضاً. إذ يتضمن أمان نقطة النهاية حماية الوصول عن بعد إلى شبكة الشركة باستخدام بروتوكولات الأمان المناسبة، كجدار حماية وشبكة VPN.
  • إدارة الهوية: هي ممارسة هامة تتمثّل في التأكد من حصول الجميع على المعلومات الصحيحة الضرورية لعمله فقط. مما يقلّل من خطر فقدان مجموعة واحدة من بيانات الاعتماد عبر ضمان عدم تمكّن المجرم من الوصول إلى قاعدة البيانات بأكملها.
  • أمان قواعد البيانات والبنية التحتية: يشير إلى التَّأكد من وجود حواجز ماديّة مناسبة لمنع المجرمين من الوصول إلى الأجهزة التّي تحتوي على معلومات حساسة.
  • الأمن السحابي: تعتبر السَّحابة جزءًا هاما في الوقت الحالي، إذ يتمّ تخزين المعلومات عليها للسّماح للموظفين بالوصول إليها أينما كانوا. ممّا يجعل بيانات الشركة أكثر عرضة للخطر ممّا سبق، فعلى جميع الشَّركات تدريب موظفيها على كيفية الوصول إلى السّحابة عن بعد وبشكل آمن.
  • أمان الهاتف المحمول: يصل غالبية الموظفين إلى المعلومات الحساسة من هواتفهم، لذا يجب تأمين الهواتف بشكل جيّد. يتضمّن ذلك: وجود كلمة مرور قويّة، والتَّأكد من عدم تخزين معلومات الشركة على الهواتف، وتعليم الموظفين كيفية استخدام هواتفهم بأمان للاتصال بالشبكة.
  • الأمن التشغيلي: أو الأمن الإجرائي OPSEC وهو عملية إدارة المخاطر لحماية البيانات من الفقدان أو السرقة أثناء انتقالها من خطوة لأخرى في سلسلة العمليات. فمع انتقال البيانات من يد إلى أخرى، قد تتعرّض للتَّلف أو السرقة في هجوم إلكتروني.

أنواع الجرائم الإلكترونية

يوجد عدة أشكال للتهديدات السيبرانية على كل من أراد تعلم الأمن السيبراني معرفتها تتضمن ما يلي:

  • التصيد الاحتيالي: في عمليات التصيد الاحتيالي يعمل المجرم كعضو في الشركة لإقناع الموظف بتسليم معلوماته، تتضمن هجماته توجيه الموظفين بشكل خاطئ إلى موقع معتقدين أنهم يزورون صفحة الشركة. ثم يسلم الموظف بياناته الاعتماد فعندما يقوم بتسجيل الدخول يتتبّع برنامج Keylogger ضغطات المفاتيح.
  • برامج الفدية: أحد أكبر التهديدات وهي نوعًا خطيرًا من الهجوم حيث يقوم المجرم بتحميل كود برمجي ضار قد يسبب إغلاق الشبكة. إذ تصبح ملفات الشركة مشفرة، ولا يتم تحريرها إلا بعد دفع فدية للمهاجمين.
  • البرامج الضارة: مجموعة كبيرة ومتنوعة من الفيروسات وأحصنة طروادة تُحمَّل إلى ملفات محددة أو إلى الشبكة ككل. صممت لتسريب بيانات الشركة وجعلها عامة، أو لإتلاف الملفات فتصبح غير قابلة للاستخدام، أو لسرقة المعلومات وإعادتها إلى المهاجمين.
  • الهندسة الاجتماعية: هجوم الهندسة الاجتماعية هو هجوم يتضمن استخدام ملفات تعريف الوسائط الاجتماعية لمعرفة أكبر قدر ممكن عن شركة أو شخص ما. ثم يستخدم المجرم تلك المعلومات ليجعل نفسه يبدو أكثر إقناعًا عندما يستهدف شخص ما بهجوم.

الجدير بالذكر إن اتباع ممارسات الأمن السيبراني قد يمنع حدوث كوارث تكنولوجيا المعلومات مستقبلاً، فما هي أبرز تلك الممارسات؟

أفضل طرق حماية الأمن السيبراني

الأمن السيبراني
الأمن السيبراني

كما أشرنا يجب على أي شركة أو مؤسسة تستخدم الإنترنيت تنفيذ استراتيجية قوية للأمن السيبراني، ومن أفضل طرق حماية الأمن السيبراني التي يمكن تنفيذها:

  • حماية كافة البيانات بما يتضمن: الحماية من البرامج الضارة وبرامج الفدية وإجراء النسخ الاحتياطية للبيانات. إذ يجب التأكد من وجود ثلاث نسخ من البيانات اثنتين منها مخزنة على نوعين مختلفتين من الوسائط والثالثة خارج الموقع.
  • تثقيف الموظفين حول مخاطر الهجمات السيرانية وكيفية تفادي الوقوع ضحية تلك الهجمات. بما يتضمن تجنب النوافذ المنبثقة ورسائل البريد الإلكتروني غير المعروفة والروابط الغامضة، فهي تحمل الفيروسات إلى الشبكة. إضافة إلى تعليمهم كيفية تعيين كلمات المرور الآمنة والتأكد من قيامهم بتغييرها بانتظام، كما يمكن تشجيعهم على متابعة دورات الأمن السيبراني أونلاين مجاناً على الإنترنيت.
  • تأمين شبكات Wi-Fi والتأكد من أن الموظفين يستخدمون الاتصالات المعروفة والمؤمنة بشكل صحيح.
  • الاستثمار في أنظمة الأمان المتقدمة والتعاون مع أقسام تكنولوجيا المعلومات التي تكون على اطلاع بأحدث التطورات في هذا المجال. كما يجب وجود أنظمة أمان مادية تمنع أي شخص من اقتحام المبنى.

أبرز تطبيقات الأمن السيبراني للحماية من الهجمات

  • أنظمة كشف التسلل التي وضعت لتنبيه الأفراد المعنيين إذا قام شخص ما باختراق شبكة الشركة كإرسال بريد إلكتروني إلى قسم تكنولوجيا المعلومات يقوم النظام بإغلاق الإشارة وتتبعها تلقائيًا.
  • طبقة المقابس الآمنة وهي اختصار ل SSL يُستخدم لتطوير رابط مشفر بين العميل والخادم. فكما هو معروف يوجد خادم ويب ينقل المعلومات الحساسة للزائر كصفحة حساب مصرفي أو معلومات سرية خاصة بالشركة. فعندما يتم تثبيت SSL يمنع المتسللين من الدخول بين الخادم والعميل وسرقة البيانات.

الجدير بالذكر ان وجود تدابير وقائية غير مناسبة قد يعود بالمخاطر على الشركة بدل من أن يحل المشكلة، فما هي تلك المخاطر؟

مخاطر التدابير السيئة للأمن السيبراني

تحتاج الشركات اعتماد خطة قوية للأمن السيبراني فعدم استثمارها في التدابير المناسبة يعود بالمخاطر الكبيرة عليها من أبرزها:

  1. التأثير على العملاء: فمن المهم لدى العملاء أن تكون بياناتهم محمية لدى الشركة التي يتعاملوا معها، بالتالي وجود الأمن السيبراني القوي يكسب ولاءهم.
  2. تقليل موارد الشركة: فعندما تقع شركة ما ضحية هجوم إلكتروني عليها إنفاق الموارد لتشغيل الشركة ثانية. فضلاً عن الإيرادات المفقودة نتيجة الساعات أو الأيام التي كان فيها النشاط التجاري متوقف.
  3. يهدد استمرارية الأعمال: فعندما يقع هجوم إلكتروني خطير، لا يوجد أي تدبير يضمن عودة الأعمال إلى مجراها الطبيعي ثانية. فقد يجعل الشركة غير قادرة على الوصول إلى معلومات عملائها أو البيانات المطلوبة مما يجبرها على الإغلاق بشكل مؤقت أو دائم.

في الختام، الجدير بالذكر أنه يجب على كل شركة تعتمد على الانترنيت في أعمالها تطوير استراتيجية شاملة للأمن السيبراني للحفاظ على سلامة كوادرها من الأذى. فلا يمكن منع الهجمات السيبرانية إلا من خلال برامج الأمان المناسبة من متخصصي أمن تكنولوجيا المعلومات (IT). إذ يجب أن يكون لدى كل مؤسسة برنامج قوي للأمن السيبراني لحمايتها، كما يجب عليها تثقيف موظفيها بشأن الأمن السيبراني الأساسي كي لا يتم خداعهم أو استغلالهم من قبل مجرمي الإنترنت.

بثينه ابراهيم عياش
بثينه ابراهيم عياش
بثينة ابراهيم عياش مهندسة تحكم آلي وحواسيب، باحثة ومعدة أبحاث ومقالات علمية تخصيصة، أهدف إلى إثراء المحتوى العربي بالمعلومة ونشر المعرفة لدى الجميع.
مقالات ذات صلة

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

- Advertisment -

الأكثر شهرة