بعد أن تحدثنا بشيء من التفصيل عن الأمور المتعلقة بتحسين محركات البحث الداخلية والخارجية والتقنية، جاء الوقت الآن للحديث عن أهم الأساسيات المتعلقة بعملية تحليل تحسين محركات البحث، بحيث نقف على مدى صلاحية هذه الاستراتيجية التسويقية في تحسين ظهور موقعنا الإلكتروني لجمهورنا المستهدف.
ولتتعرف على المزيد في رحلتك لتعلم SEO خطوة بخطوة، ندعوك لمتابعة هذه السلسلة التي نغطي فيها أبرز الجوانب التي تساعدك في الوصول إلى أفضل ترتيب ضمن صفحات نتائج البحث الأولى.
ما هو تحليل تحسين محركات البحث
في تعريفنا لتحسين محركات البحث (SEO)، أشرنا إلى أنها استراتيجية تسويقية رقمية طويلة المدى، أو بمعنى آخر أنها تحتاج إلى وقت لتبدأ بالحصول على النتائج المرجوة منها. ولكي ندرك مدى فعالية هذه الاستراتيجية على عملنا، يجب أن نحلل البيانات التي نحصل عليها بطرق مختلفة، ونحسب العائد على الاستثمار من استخدام هذه الاستراتيجية.
تُعرف عملية تحليل تحسين محركات البحث، بأنها العملية التي يتم فيها جمع ومراجعة البيانات الأولية من أدوات تحسين محركات البحث المختلفة. وذلك للحصول على فهم واضح لأداء هذه الطريقة التسويقية في تحسين الوجود الرقمي على الإنترنت.
وتعتبر مراجعة تحليلات تحسين محركات البحث بشكل منتظم، وسيلة فعالة للحصول على عرض شامل لأداء استراتيجية SEO، والوقوف على أهم الأساليب التي تساعد في تطوير هذه الاستراتيجية بما يعود بالفائدة على موقعك الإلكتروني.
أهمية تحليلات تحسين محركات البحث
تساعد المراجعة المنتظمة لتحليلات SEO في الإجابة على الأسئلة الأساسية حول أداء موقعك الإلكتروني والمتمثلة في:
- ما هو مصدر حركة المرور إلى الموقع الإلكتروني؟
- ما هو المحتوى الذي يتفاعل معه العملاء؟
- كيف هو أداء موقعي الإلكتروني بالمقارنة مع مواقع المنافسين؟
- ما هي الفرص المتاحة للحصول على عملاء جدد؟
- ما هي التحديات التي تجعل موقعي الإلكتروني يفقد عملاءه؟
بالإضافة إلى ذلك تعود عملية مراقبة تحليلات تحسين محركات البحث بالفوائد الكثيرة الأخرى التي من أهمها:
1- فهم الجمهور المستهدف
من أهم النقاط التي يُعتمد عليها في وضع أي استراتيجية تسويقية هي تحديد الجمهور المستهدف، الذي ستوجه إليه الرسالة التسويقية للحصول على أفضل النتائج لأي عمل تجاري.
ومن إحدى الفوائد الرئيسية لتحليل تحسين محركات البحث هي إعطاء فهم واضح لهذا الجمهور، وذلك من خلال تحليل البيانات المرتبطة بهم من معلومات ديموغرافية ودراسة سلوكياتهم واهتماماتهم، إلى جانب تحديد كيفية تفاعلهم على موقعك الإلكتروني.
هذا التحليل للبيانات المرتبطة بالجمهور المستهدف تساعدك على فهم ما يرغب برؤيته متصفحي موقعك الإلكتروني، وبالتالي إنتاج محتوى يرغب به العملاء ويدفعهم للتفاعل معه.
2- اتخاذ قرارات مدعومة بالبيانات
من الفوائد الأخرى لمراجعة تحليل تحسين محركات البحث، هي إعطاء صورة متوقعة لنتائج حملاتك التسويقية القادمة مدعومة بالبيانات، نتيجة للمعلومات القيمة التي استطعت الحصول عليها من دراسة وفهم تحليلات SEO. ولهذا فإن هذه العملية لا تنبأ بمدى تناسب استراتيجية تحسين محركات البحث مع موقعك الإلكتروني فقط ، بل تجيب عن أسئلة مثل كيف ولماذا تعمل هذه الاستراتيجية؟ وما هي الفرص المتاحة لزيادة كفاءتها وتحسينها؟
كل هذا يعمل على التخلص من الارتباك والتخمين في وضع استراتيجيات تسويقية ناجحة، واتخاذ قرارات قابلة للتنفيذ تحسن من حملاتك التسويقية وتحسن من ظهورك ضمن ترتيب متقدم على صفحات نتائج البحث الأولى SERPS.
3- التحسين المستمر في SEO
كما ذكرنا سابقاً فإن التحليل لتحسين محركات البحث، يساعد في فهم الأساليب الناجحة والضارة بموقعك الإلكتروني. لهذا فإن المعلومات التي تحصل عليها من دراسة هذه البيانات تعمل على منحك القدرة على تحديد المجالات التي تساعد على تطوير استراتيجية تحسين محركات البحث، وإجراء التغييرات التي ستساعد على جذب المزيد من الزيارات إلى موقعك الإلكتروني. إلى جانب تحسين المحتوى الموجود على الموقع بطريقة تساعد على إبقاء المتصفحين على صفحات موقعك الإلكتروني لأطول فترة ممكنة.
كيفية تحليل بيانات تحسين محركات البحث
تعد أهم الطرق المفيدة لتتبع تحليلات تحسين محركات البحث هي اتباع الخطوات التالية:
- التخطيط لتحديد أهم المقاييس المطلوبة
- اختيار أدوات تحليل تحسين محركات البحث المناسبة
- ضبط لوحة المعلومات لإعداد تقارير بشكل منتظم
- مراجعة البيانات وإعداد الخطط بناءاً عليها
ولفهم هذه النقاط بشكل أفضل سنشرح لك كل نقطة على حدى.
1- التخطيط لتحديد أهم المقاييس المطلوبة
قبل البدء في تحليل بيانات SEO، يجب عليك في البداية تحديد خطتك بشكل واضح. بحيث إن تبقى على وعي دائم بالهدف النهائي الذي ترغب في تحقيقه من خلال مراقبة التحليلات. وهذا الأمر يساعد على اختيار مقاييس تحسين المحركات البحث التي تحتاجها. حيث أن العمل على مراقبة وتتبع التحليلات بشكل غير محدد يزيد من الوقت والجهد الذي تبذله في تحليل نتائج قد لا تكون مفيدة لنجاح استراتيجيتك التسويقية.
ومن أهم المقاييس التي يجب عليك تتبعها وتحليل بياناتها:
حركة البحث العضوية
وتشير إلى عدد الأشخاص الذين يزورون الموقع الإلكتروني من خلال عمليات البحث البسيطة عبر الإنترنت. وهذا الأمر يساعد على فهم هل حملتك تقود لحركة مرور عضوية لموقعك الإلكتروني، إلى جانب معرفة أفضل الصفحات التي تجذب أكبر عدد من الزيارات.
الوقت المستغرق في الصفحة
يشير هذا المقياس إلى متوسط الوقت الذي يقضيه المتصفحون داخل موقعك الإلكتروني، حيث يساعد في تحديد الصفحات التي تحافظ على تفاعل كبير من قبل مستخدمي الموقع، كما تشير إلى أكثر الصفحات فائدة بالنسبة للباحثين. وهذا بالتالي يؤدي إلى فهم العناصر التي تساعد على حصول هذه الصفحات على هذا الاهتمام مثل: وجود الصور والفيديوهات وغيرها، لإدراج عناصر مماثلة لها ضمن صفحات الموقع الأخرى والمساعدة في تحسين متوسط الوقت المستغرق للمستخدم على موقعك.
معدل الارتداد
يشير هذا المقياس إلى عدد الأشخاص الذين يزورن موقعك من خلال صفحات نتائج محركات البحث، ويغادرونه على الفور دون تفاعل مع المحتوى. ويعد هذا المقياس مهم لأنه يقدم نظرة لكيفية تفاعل المستخدمين مع صفحات موقعك، ويمكن أن يشير إلى بعض الأمور التي بحاجة إلى تحسين مثل:
- أن المعلومات على موقعك لم تكن مفيدة للمستخدم أو لم تكن ذات صلة بما يبحث عنه.
- استغرق تحميل الصفحة وقت طويل.
- تم عرض المعلومات الدقيقة التي يحتاجها المستخدم على موقعك بشكل سريع فلم يحتاج للبقاء لوقت أطول.
- عدم تطابق عنوان الصفحة أو وصفها التعريفي بالمعلومات التي تم تقديمها على الصفحة، فهذا الأمر جعل المستخدم يشعر بالتضليل.
سرعة الموقع
هذا المقياس يشير إلى متوسط الوقت المستغرق لتحميل صفحات الموقع، عندما يفتحها المستخدم. وهذا الأمر تحدثنا عنه بشكل مفصل في تحسين محركات البحث التقنية، حيث إن زيادة الوقت اللازم لتحميل الصفحة يتناسب عكسياً مع بقاء الزائر في تصفح المحتوى الذي تقدمه، وعلى الأغلب أن الزائر لن ينتظر لوقت طويل وسيخرج من الموقع. وهذا أيضاً سيرسل إشارة إلى متصفح البحث مثل جوجل إلى ترتيب موقعك في درجة أقل.
صفحات الخروج
هذا المقياس يشير إلى آخر صفحة شاهدها المستخدم قبل أن يغادر موقعك الإلكتروني. ويقدم نظرة ثاقبة إلى المكان الذي غادر منه الزائر موقعك، فإذا كان آخر صفحة زارها هي صفحة تأكيد الطلب فهذا يشير بأن المستخدم غادر الموقع بعد ما حصل على ما يحتاجه. أما إن كانت الصفحة هي عرض لمنتج، فيمكن أن يكون هناك بعض الأمور التي بحاجة لتحسين لتشجيع المستخدم في الاستمرار في التصفح واتخاذ خطوة اتجاه عملية التحويل.
معدلات التحويل
يعبر هذا المقياس عن النسبة المئوية للمستخدمين الذين يقومون بالتحويل على موقعك الإلكتروني مثل: الاشتراك في رسائلك الإخبارية أو شراء منتجاتك، وهذا سيؤدي بطبيعة الحال إلى زيادات إيراداتك وتحقيق أهدافك التسويقية من تحسين محركات البحث.
2- اختيار أدوات تحليل تحسين محركات البحث المناسبة
يوجد عدد لا محدود من أدوات تحسين محركات البحث التي يمكنك الاختيار فيما بينها لتتبع وقياس أداء موقعك الإلكتروني، لكننا في هذا المقال سنركز على أربعة منها وهي:
1. أداة Google Analytics 4
وتعرف أيضاً باسم (GA4) وهي الأداة المحدثة لـ Google Analytics، والتي تسمح لك بتتبع وقياس تحليلات المواقع الإلكترونية والتطبيقات. تقدم هذه الأداة تحليلات وإحصاءات حول رحلة العميل. ومن أهم مميزاتها أنها تدعم التتبع الخالي من ملفات تعريف الارتباط (Cookie-Free Tracking) وتراعي معايير الخصوصية المتطورة للإنترنت.
2. أداة Google Search Console
تعد هذه الأداة خدمة مجانية من محرك البحث Google، وتساعد الأعمال التجارية على مراقبة تواجدها على الإنترنت وفي نتائج البحث على جوجل. تقدم هذه الأداة مجموعة متنوعة من المقاييس التي تساعد في تتبع أمور متعلقة بأداء الموقع الإلكتروني، وانطباع المستخدمين وعدد الزيارات إلى الموقع الإلكتروني وغيرها.
ويمثل الفرق الأساسي بين أداتي Google Console و GA4، أن الأولى تنظر إلى ما يحدث قبل وصول المتصفح إلى موقعك الإلكتروني. بينما تنظر GA4 إلى ما يحدث أثناء دخول المستخدم إلى موقعك. والأداتان معاً تقدمان عرضاً شاملاً لأداء موقعك الإلكتروني.
3. أداة Semrush
تهتم هذه الأداة التسويقية الرقمية بتمكين الشركات من مراقبة محسنات محركات البحث والدفع بالنقرة (PPC)، ووسائل التواصل الاجتماعي وجهود التسويق بالمحتوى. حيث تستطيع هذه الأداة من خلال التقارير التي تقدمها، مساعدتك في فهم صفحات موقعك الإلكترونية وتحسين أدائه بشكل كبير.
4. أداة Ahrefs
تقدم أداة أهريفس رؤى قيمة حول الروابط وتحسين محركات البحث، إلى جانب مراقبة تصنيفات محركات البحث وأدوات اختيار الكلمات المفتاحية. وتحتوي الأداة على لوحة معلومات تحليلية، تساعد الشركات على تتبع صحة المجال ومعرفه الأخطأ على الموقع، وتصنيفات عناوين URL ونطاقات الإحالة وغيرها من التقارير.
3- ضبط لوحة المعلومات لإعداد تقارير بشكل منتظم
بعد تحديد أدوات القياس التي نحتاجها والأدوات التي سنعتمد عليها، نجد أن من أهم الأمور التي تساعد وتسهل على الشركات والمسوقين فهم الكميات الهائلة من التحليلات، هو إنشاء لوحات معلومات لتنظيم البيانات وعرضها في مكان واحد.
لذا اهتم عند إنشاء لوحة معلومات لتحليلات تحسين محركات البحث، بعرض المقاييس ذات الأهمية فقط والتي تخدم أهدافك التسويقية. واختر المقاييس التي يسهل فهمها، وتقدم نظرة ثاقبة حول أداء استراتيجية تحسين محركات البحث الخاصة بموقعك الإلكتروني.
4- مراجعة البيانات وإعداد الخطط بناءاً عليها
حاول أن تقوم بإجراء تحليلات على فترات منتظمة لموقعك الإلكترونية، ولتكن مثلاً بشكل أسبوعي أو شهري أو فصلي. وذلك لمعرفة المزيد عن جمهورك المستهدف وتفاعلهم مع موقعك الإلكتروني، إلى جانب قياس أداء صفحات الموقع على محركات البحث.
وبعد ذلك يأتي دور الحصول على أفكار تحسينية وتطبيقها على الموقع الإلكتروني، بناءاً على دراسة التحليلات التي حصلنا عليها.
في النهاية، عرضنا لك في مقالنا هذا (أساسيات تحليل تحسين محركات البحث) وأهم الأمور التي يجب مراعاتها عند تحليل البيانات المتعلقة بأداء الموقع الإلكتروني،
إلى جانب الاستفادة من فهمها في تحسين استراتيجية تحسين محركات البحث لموقعك.
رحلة تعلم SEO تضم الكثير من المعلومات التي نحاول جاهدين تغطيتها من خلال موقعنا Dropshipping-Arabia.com، لتكون مرجع لك في طريقك لتعلم تحسين محركات البحث، فابقى دائماً على اطلاع للمزيد من الفائدة.