الأحد, سبتمبر 8, 2024
Homeتطوير الذاتأفضل خطوات زيادة الثقة بالنفس

أفضل خطوات زيادة الثقة بالنفس

أفضل خطوات زيادة الثقة بالنفس

تعد خطوات زيادة الثقة بالنفس من أهم ما يجب أن يتعلمه الإنسان في حياته، إذ تعد الثقة بالنفس من أهم سمات الشخصية السوية في المجال العملي والاجتماعي، ولكن الوصول إليها لا يعد سهلًا أبدًا، وخاصة في ظل التحبيط والتنمر والمقارنات التي يشهدها مجتمعنا اليوم، ولا بد أنك أتيت إلى حروفي لتجد ما يساعدك في تعزيز ثقتك بنفسك، بعيدًا عن الطرق الأكاديمية الصعبة، وحقًا أنت الآن في المكان المناسب، حيث سأقدم لك أفضل خطوات زيادة الثقة بالنفس، لذلك خذ نفسًا عميقًا، وتابع المقال معي.

ما هي الثقة بالنفس؟

سآخذك معي الأن إلى إحدى الشركات العربية، والتي تقيم مقابلات عمل لاختيار الموظفين. في البداية، طرق الباب أحد الأشخاص، وأُذن له بالدخول، يرتدي بدلة مرتبة وأنيقة، ويبدو على معالمه الحزم والصرامة، سحب الكرسي وجلس، وبدأ يجيب على الأسئلة التي تطرح عليه، كان كل انتباهه موجه إلى المدير، ولم يحرك عيناه عنه لبرهة، وكان يجيب بكل ثقة ووضوح، حيث كانت الأسئلة تدور حول طريقة التعامل مع الزوار، نظرًا لكون طبيعة الوظيفة استقبال العملاء، وبعدها انسحب للمغادرة. تقدم بعده شخص آخر، طرق الباب وجلس على الكرسي، ومن لحظة دخوله كان يتصبب عرقًا ومعالم التوتر تملأ وجهه، ولن أحدثك عن ملابسه، لأنها كانت أقل من عادية، كان يتأتئ في كلامه، وعيناه تجول في أنحاء الغرفة، وبعدها غادر المكان. بالطبع لن تسألني عن نتيجة المقابلة، لأن المدير وأنت وأنا كان لنا الرأي ذاته، فلا حاجة للشركة بشخصٍ ضعيف الشخصية غير واثق بنفسه.
لذلك في السطور القادمة سنساعد الشخص السابق لتعزيز ثقته بنفسه، لأن زيادة الثقة بالنفس تساعد في تطوير الذات، لعل يُقبل في مقابلة العمل القادمة.

 

الثقة بالنفس

خطوات لتعزيز الثقة بالنفس

أن تشعر بمكانتك وقيمتك بالمجتمع، وأن يكون لوجودك وصوتك صدىً ملموس هو ما نقصده بالثقة بالنفس، ولا يعتبر الأمر مستحيلًا، ولكن يحتاج إلى البدء بتغيير عدة جوانب من حياتك سنتطرق للحديث عنها الآن:

العبادات: قد يبدو الأمر غريبًا بالنسبة لك، ولكن وفقًا للعديد من الدراسات الحديثة فإن التزام الفرد بأداء العبادات له دور مهم في تعزيز ثقته بنفسه، لأنه سيعطي روحه غذائها، وبالتالي لن يعاني من الاضطرابات النفسية، كما أن ثقافته الدينية وتوسعه بالمجال الديني سيفسح المجال أمامه لتعزيز ثقته بنفسه، لأنه سيتعرف على الميزات التي أعطاه الله إياها، كما أنه سيكون على اطلاع أكبر على حدود التعامل مع الآخرين، وبالتالي سيعيش حياة سوية وفق حدود الله.

اعرف نفسك: من المهم جدًا أن يتعرف الإنسان على ذاته،.وينشغل بإصلاحها وتطويرها، ولا ينشغل بحياة الآخرين، لأن لكل إنسان ميزات خصه الله بها، حتى يتميز بالمكان الذي قد اختاره الله له، وهذه الميزات قد يغفل عنها الشخص بسبب انشغاله بتتبع ميزات غيره والتحسر على ذاته، ولا يشترط أن تكون الميزات ظاهرة وواضحة، بل قد تحتاج بعض الممارسة والتدريب، ولا تتوقف معرفة الذات على النواحي الإيجابية وحسب، بل يجب أن يعترف الإنسان بسلبياته حتى يتمكن من التخلص منها، لأن إنكار الأمر لا يعني عدم وجوده، لذلك مواجهة الإنسان نفسه هو أول سبيل التغيير.

الشعور بالإنجاز: إن شعورك الدائم أنك فاشل ولم تحقق شيء يذكر في حياتك سيهدم من ثقتك بنفسك، ويزيد من تزعزعك الداخلي، لذلك حاول في نهاية اليوم قبل النوم أن تراجع ما قمت به خلال اليوم، وتعظم أي إنجاز صغير كابتسامة عابرة لطفل صغير، أو مساعدة لرجل مسن، أو إنجاز المشروع في الوقت المحدد. قد تكون هذه الإنجازات بسيطة، ولكن يجب أن تكون فخورًا بنفسك دائمًا، لأنك لم تستسلم للكسل، وحاربت دفء السرير لمواجهة الحياة وصعابها.

دافع عن نفسك: لماذا تسمح للآخرين دائمًا بالتدخل في حياتك وتوجيه التعليمات لك والتقليل من شأنك، ما الذي ينقصك أنت؟ أو بماذا يزيدون عليك هم؟ لم يكونوا معك في ظروفك وفي انكساراتك وفي خريف عمرك، لم يطّلعوا إلا على ظاهر حياتك، لذلك لا تسمح لأحد أن يسيء لذاتك حتى لو كان مازحًا، فإن لم تدافع أنت عن نفسك فمن سيقوم بذلك؟ عامل نفسك كما تعامل طفل صغير، دللها ودافع عنها لأنك تسحق كل جميل.

تحدث مع نفسك: هناك عادة إيجابية رائعة يقوم بها جميع الشخصيات الناجحة، وهي التحدث مع النفس أمام المرآة، حيث سترسل الكلمات الإيجابية إلى ذاتك وتخبرها بأنك فخور بها وبأدائها، وتتحدث عن التقدم الذي تنجزه، وما الذي تنتظره منها، ستساعدك هذه الطريقة بتعزيز الثقة بالنفس، وتنقلك إلى مرحلة الرضا، لأنك ستكون دائمًا فخور بكل ما تقدمه.

ابتعد عن السلبية: لماذا تعتقد دائمًا أنك لا تستطيع؟ من سبقك بالوظيفة والنجاح، بماذا هو أفضل منك؟ الفرق الوحيد بينكما أنه عرف قدر نفسه ومهاراته وقام بتطويرها وتنميتها، وأنت مستسلم دائمًا تنعت نفسك بكلمات الفشل والكسل، وتبقى في مكانك لخوفك من الفشل، ومن قال لك أن الفشل سيئ؟ إن إخفاقك في الحصول على الوظيفة هو نجاح كبير لأنك قمت وحاولت، واستمرارك بالبحث هو نجاح أكبر، ولكن الفشل الحقيقي هو جلوسك في مكانك، وأعتقادك أن الحظ لم يكن معك يومًا، لكن الحقيقة أنك لم تكن مع نفسك.

ثقف نفسك: لن يلتفت المجتمع إلى الصوت الأعلى بقدر التفاته إلى الصوت الأصدق، لذلك حاول أن تمتلك ثقافة في جميع جوانب الحياة، حتى تكون متحدثًا وصاحب صوت مؤثر في كل مجتمع تتواجد فيه، ولا بأس لو أنك قمت بتدريب نفسك على الحديث مع المجتمع أمام المرآة، فبعد عدة مرات سيبدو الأمر أسهل، وخاصةً لو أنك كنت واثقًا من الكلام الذي تقوله، لأن ثقتك بمعلوماتك سيزيد من ثقتك بنفسك.

اهتم بمظهرك: جرب الاستحمام بماء دافئ واستخدام الشامبو المفضل لك، وبعدها قم بارتداء ملابس مرتبة ونظيفة، ورتب شعرك بشكل متناسق وجميل، وانظر بعدها إلى المرآة، ستجد أن الأرض لم تعد تتسع لك، وأن ثقتك بنفسك وصلت إلى أعلى الدرجات، لذلك فإن الاهتمام بالذات وتدليلها له أثر إيجابي على الثقة بالنفس، ولا يتوقف الأمر على الملابس فقط، بل إن تناولك لطعام صحي، وممارستك للرياضة سيعطي الأثر ذاته أيضًا، لذلك لا تهمل نفسك أبدًا، ودللها فهي تستحق ذلك.

قل لا: إن أعظم نصيحة قد أقدمها لك اليوم هي أن تتعلم قول لا لكل أمر لا ترغب به، فصفة الانطواع من أسوأ الصفات، حيث يقول الانسان نعم لكل أمر لا يرغب به بحجة الخجل، خلقك الله حرًا، لك رأيك وقراراتك، ولا يوجد أي قانون بالأرض يمنعك من ممارسة حقك في قول لا، قد يبدو الأمر في بدايته صعبًا، ولكن بمجرد أن تكسر الحاجز للمرة الأولى، ستشعر أن أثقالًا من الثقة أصابتك، فلماذا تحرم نفسك من هذا؟ هي حياتك تعيشها على النحو الذي تريده أنت، ويجب أن تكون جميع خطواتك وقراراتك نابعة من قرارك أنت، ولا تسمح لأحد أن يعيش حياتك.

رتب أهدافك: من المهم جدًا أن يعرف الإنسان ما يريده، وأن يكون له أمور أساسية وأهداف يسعى لها، وأن يترتب عليها أهداف يومية صغيرة تجمعه في نهاية المطاف بحلمه. فمثلًا من يرغب النجاح في دراسته، يجب عليه أن يقسم المقرر الدراسي على أيام محددة، وكلما أنجز مهام اليوم يكون ناجحًا، والأمر ذاته لمن يرغب في الحصول على وظيفة، إذ ينبغي عليه أن يطور من نفسه حتى يصبح مناسبًا لهذه الوظيفة. إذن لا ينبغي للإنسان أن يعيش في الحياة صفر على الشمال، بل يجب أن يمتلك حلمًا وهدفًا يجري نحوه ليلًا ونهارًا، طمعًا للوصول إليه، وإذا تحقق هذا، سيشعر الإنسان أنه شخص منجز، وسيعزز ذلك من ثقته بنفسه.

تعامل برقي: ينقسم أغلب الناس إلى فئتين: فئة تعتقد أن الهجوم والقتال سيزرع احترام الناس لك وسيثبت مكانتك، وفئة تعتقد أن الخجل والسكوت سيجعل منك شخصًا محبوبًا ومقبولًا، وطبعًا كلا الفئتين بعيدة عن الصواب، إذ يجب أن تثبت ذاتك بأخلاقك و أدبك وحسن عشرتك، لا بصوتك المرتفع وكلامك الفاحش، لأن الناس عندها لن تتعامل معك ليس هيبةً منك أو تقديرًا لك، وإنما محاشاة من التصادم معك، ومن الناحية الأخرى، لن تكون مرعبًا بصوتك المرتجف المرتبك، بل إن خير الأمور أوسطها، حيث ينبغي أن تعامل الناس بخلق حسن وتمشي بثقة بعيدًا عن التكبر، وتزرع الابتسامة في كل مكان تتواجد فيه. وملخص الكلام: رحم الله عبدًا عرف قدر نفسه فوقف عنده.

الدورات التدريبية: ليس من المعيب أبدًا أن تلتحق بدورات تساعدك على تعزيز ثقتك بنفسك، بل على العكس تمامًا، لأن علم النفس له العديد من الآراء والنصائح التي ستساعدك في الوصول إلى الشخصية المتزنة التي تبحث عنها، لذلك ابحث عن دورات أون لاين أو دورات ميدانية تهتم بتعزيز الثقة بالنفس والتحق بها.

لماذا يجب أن أمتلك شخصية قوية؟

إن أكثر الشخصيات تأثيرًا بالمجتمع على مر العصور هو حبيب الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كان يمتلك شخصية قوية قيادية، هذه الشخصية ساعدته على اتخاذ القرارات الصائبة، وجعلت له الرهبة في قلوب الكفار، ولم يكن قويًا شديدًا متكبرًا غاضبًا، بل كان قويًا لينًا حسن الخلق متواضعًا، فالقوة تكمن في أخذ حق النفس، لا التسلط على حقوق الآخرين، وهذا ما نسعى له نحن في مقال اليوم، فلو كنت ترغب في التعرف على المزايا التي ستكتسبها إن عززت ثقتك بنفسك، فإليك هذه الأمور.

لك الأولوية في الحصول على الوظائف المختلفة، لأن أي شركة أو مؤسسة تطمح للحصول على موظف قوي الشخصية يقدم شيئًا مفيدًا للعمل، كما أن لك الأولوية في التكلم في أي مجتمع ستكون فيه.

ستكون قادرًا على حل جميع المشاكل التي ستصادفك، خاصًة لو اجتمعت قوة الشخصية مع الحكمة، كما أنك ستكون أكثر جرئة لمواجهة مخاوفك، ويكون لديك فرصة أكبر للوصول إلى أحلامك.

لن يكون كلام الأشخاص من حولك محط اهتمامك، بل إنك ستأخذ ما تريده منه وترمي الباقي خلف ظهرك، لأنك بكل بساطة تعرف نفسك جيدًا، ولا تنتظر أي مدح أو تعليق من أحد، وفي هذه الحالة ستكون مكتفٍ بنفسك جيدًا.

لن تمتلك وقتًا لمراقبة إنجازات الآخرين، لأنك ستكون منشغلًا بنفسك وتطويرها، وسيكون كل وقتك منصبًا في تحقيق أهدافك والوصول إلى ما تريد.

أخيرًا إن الثقة بالنفس من شيم الأقوياء والوصول إليها لا يكون بالتمني والترجي، وإنما يكون بالسعي والعمل والبذل، لذلك لا تيأس أبدًا من الوصول إليها، لأن التزامك بالخطوات السابقة كفيلًا لإيصالك لها.

Sawsan Mohamed
Sawsan Mohamed
بدلًا من أن أقف بين طابور المتذمرين من الواقع العربي وتأخره، قررت أن أقدم بصمة للتغير من خلال حروفي، لعلّها تكون نورًا لمن يبحث عن العلم والفائدة. سوسن محمد؛ أحد كتّاب المحتوى الهادفين، والباحثين عن التميز والتألق، لينيرا لها هذا الدربَ السامي.
مقالات ذات صلة

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

- Advertisment -

الأكثر شهرة