كيفية كتابة المحتوى التسويقي
يشهد العالم تضخمًا إنتاجيًا كبيرًا، وقد تزامن مع هذا التضخم الإنتاجي تضخم إعلاني، بهدف الترويج لهذه المنتجات، مما جعل المنافسة تنشطر إلى نصفين، الشطر الأول يركز على جودة المنتجات، والشطر الثاني يركز على طريقة عرض المنتجات وجذب العملاء لها، لذلك كونك كاتب محتوى، عليك أن تمتلك أسلوبًا تسويقيًا مميزًا، لتتمكن من الترويج لهذه المنتجات. لكن من أين ستبدأ؟ وكيف؟ إليك هذا المقال الذي سيمهد لك الطريق، ويصحبك إلى بر الأمان، ويجيبك على كافة تساؤلاتك حول كيفية كتابة المحتوى التسويقي.
ما هو المحتوى التسويقي؟
1. أنا سوسن محمد كاتبة محتوى، أبحث عن وظيفة عمل.
2.لأن الكتابة هي روح الحياة، وهي الرسالة الصامتة التي تختبئ بين حروفها الكثير من المعاني، جئت أنا سوسن محمد لأرتب لك حروف مدونتك، وأجعلها لامعة في صفحات غوغل الأولى، فماذا تنتظر؟ قم بتوظيفي الآن.
قدمت لك مثالين عن التقدم للتوظيف، المثال الأول هو مثال واضح وصريح، أنا أرغب بالحصول على وظيفة، وذكرت ذلك بكل صراحة ووضوح. والمثال الثاني هو طلب الوظيفة بأسلوب تسويقي، أي أنني ارسلت لك ضمن طيات الكلمات أنني كاتبة محتوى وأبحث عن وظيفة ولكن دون أن أذكر ذلك ظاهريًا، وإنما جعلتك أنت من تفكر في توظيفي، لأنني ذكرت لك أنني سأقدم لك ما تحتاجه حقًا، وهذا أسلوب تسويقي. أي إن المحتوى التسويقي هو عملية الترويج لشيء ما بطريقة مدروسة وملفتة، وبكلمات دقيقة تعمل على جذب العملاء ولفت انتباههم دون إشعارهم على أنهم ملزمون بالتفاعل مع منتجك، ولكن حاجتهم إليه جعلتهم يتفاعلون معه.
المحتوى التسويقي ليس جديد عصره أبدًا، بل إنه موجود منذ القدم، فحتى قبل اختراع التلفاز كانت الصحف تضج بالإعلانات التسويقية، ولكن نظرًا لديق مساحة التنافس، لم يكن الضوء مسلطًا عليها بالشكل الكافي، ولكن بعد انتشار التلفاز، زادت أهمية الإعلانات، وبدأت الشركات تأخذ المنحى التسويقي بعين الاعتبار. وبعد توسع عالم الإنترنت، أصبح للأمر أولوية وأهمية كبيرة، فقد تم تأليف الكتب وإقامة المحاضرات لتوضيح المحتوى التسويقي، ومدى أهميته تكمن في زيادة نسبة المبيعات والوصول إلى العملاء، وبالتالي زادت الحاجة لوجود كاتب تسويقي في كل شركة ومؤسسة، ليدير له المحتويات التسويقية، ويتعاون مع المصمم لتكوين صورة تسويقية متكاملة عن المنتجات.
ما هي أنواع المحتوى التسويقي؟
تختلف أنواع المحتوى التسويقي باختلاف الهدف منها، وعليه فإن المحتوى التسويقي يعتمد بشكل أساسي على الهدف والنتائج المنتظرة، ومن أشهر أنواع المحتوى التسويقي:
1. المقالات: عندما ترغب في الحصول على منتج ما، فإنك تتجه فورًا إلى محركات بحث غوغل، وهذا ما أثبتته عدة دراسات حديثة، لذلك أصبحت الكثير من الشركات تهتم بشكل كبير في موقعها الإلكتروني، وتقوم بتوظيف الكثير من الكتّاب المحترفين للوصول إلى صفحات غوغل الأولى، ولكن هل يعتبر ذلك كافيًا؟ بالطبع لا، لأنك لا تحتاج فقط لإعلام العميل بوجود منتجك، بل بترغيبك له لشراءه، وهذه الأمر يحتاج إلى أسلوب تسويقي، وفي كتابة المقالات يصبح الأمر أصعب في اتباع الاسلوب التسويقي، نظرًا لكونك تحتاج إلى كتابة ما لا يقل عن 500 كلمة، ومن ضمنها ستعرض للعميل منتجك، وإن الأسلوب التقليدي المتبع هو التحدث بشكل مباشر عن المنتج، وصفاته، وميزاته. أما الأسلوب التسويقي الصحيح هو جعل العميل يشعر أنه يحتاج المنتج بشكل كبير، وكلما تأخر في شرائه سيتحمل نتائج سلبية. بالطبع ليس الأمر بهذه السهولة، ولكن خذ هذا المثال كي تتضح لك الصورة أكثر.
أرغب أنا مثلًا بالتسويق لواقي الشمس في مقال لأحد الشركات، ولكن سأرفق نموذج مصغرًا جدًا عن هذا المقال.
الاسلوب التقليدي: إن واقي الشمس من شركة ( ) هو ما تحتاجينه لحماية بشرتك من أشعة الشمس في فصل الصيف، وللتخلص من التصبغات وعدم السماح للأشعة الفوق بنفسجية من اختراق خلايا الوجه.
الطريقة التسويقية: تتلاعب أشعة الشمس في خلايا وجهك في فصل الصيف فتسبب لك التصبغات، كما أنها تغار من لون بشرتك فتنقص من ميلانيين خلاياكِ، فتعانين من الاسمرار، لذلك اسمحي لواقي الشمس من شركة ( ) أن يلامس وجهكِ ويشكل حاجزًا مدافعًا ضد أشعة الشمس، وبهذا ستنعمين بصيف هادئ وجميل.
في المثال الأول كان المعنى واضحًا وصريحًا، قامت إحدى الشركات بتصنيع واقي شمسي وقمت أنت بالحديث عنه بما لا يقل عن 500 كلمة بكل وضوح، أما بالمثال الثاني فقمت أنت بمخاطبة النساء وتفسير السبب الذي جعلها ترغب في شراء الواقي الشمسي، وقمت بالضغط على نقاط الضعف والحاجة لتشد انتباهها أكثر، وتشعرها أنها بالفعل تحتاج إليه بشكل كبير، مما سيدفعها لشرائه دون أي تردد، وخاصة لو أنك ابتدأت مقالك بالتحدث عن خطورة التعرض لأشعة الشمس والأضرار الصحية المترتبة على ذلك، لأن هذه الطريقة ستزيد من جعل القارئة تشعر بحاجتها الملحة له.
وجب التنويه هنا إلى أن الأسلوبين الأول والثاني قاما بإيصال الفكرة ذاتها دون أي زيادة، أي أنني لم ألفت نظر القارئ بالكذب والمبالغة، ولم أجعله يشعر أن هذا الوقي قادم من الجنة، بل شرحت مزاياه بكل صدق، ولكن بطريقة تسويقية ملفتة.
2. محتوى الموقع: بعد أن تحدثنا عن كتابة المقالات التسويقية، يجب أن نهتم أيضًا أن يكون موقع الشركة تسويقيًا ومدروسًا، فمثلًا فقرة من نحن يجب أن تكون مدروسة بعناية فائقة، حتى تتمكن من تعريف الزائر بالشركة بأسلوب ملفت، فبدل أن تكتب “شركة إنتاج المواد التجميلية، التي تركز على استخدام المواد الطبيعية، وتجنب المواد الكيمائية الضارة، وفق معايير الصحة العالمية”
قم بكتابة “لكل إنثى جمال من نوع خاص، وهدف شركتنا هو إبراز جمالك وزيادة ثقتك بنفسك، من خلال مجموعة من المستحضرات المصنوعة بكل حب وعناية لتلائم بشرتك ورغباتك والتي نعدك أن تكون وفية معك”
إن طريقة التعريف بالشركة ومنتجاتها سيؤثر بشكل كبير جدًا على سير العملية التسويقية، فحتى المتاجر الإلكترونية أصبحت تهتم كثيرًا في وصف المنتجات، فوفق دراسات حديثة أكدت أن هناك الكثير من الأشخاص أفصحوا أنهم قاموا بشراء أشياء لا يحتاجونها، فقط لأنهم قرؤوا وصف المنتج وشعروا أنهم يحتاجونه أو يرغبون في تجربته.
3. محتوى مواقع التواصل الاجتماعي: إن كتابة محتوى تسويقي على مواقع التواصل الاجتماعي يحتاج إلى مجهود مضاعف وخطة تسويقية متكاملة ومتتابعة للحصول على النتائج التي تحلم بها، فأولًا عليك تحديد الموقع الذي ترغب في العمل ضمنه، فليس من الضرورة أن تكون موجودًا على كافة مواقع التواصل الاجتماعي، وإنما يكفي وجودك على إحداها، ومن الأفكار التقليدية الفاشلة أن تقوم بكتابة محتوى ما، وعرضه على كافة مواقعك الاجتماعية، لأن هذه الطريقة ستجعل الزائر يقوم بإلغاء متابعتك من إحداها، وبالتالي عدت إلى النتيجة ذاتها، وهي اختيار موقع تواصل اجتماعي واحد فقط، وحتى اختيار هذا الموقع لا يكون عشوائيًا أبدًا، بل يتم اختياره بطريقة تسويقية بناءً على الجمهور المستهدف، وأماكن تواجدهم، واهتماماتهم. ونظرًا لكون مواقع التواصل تفرض عليك التواجد الدائم والنشر المستمر، فلا أنصحك أن تكون جميع منشوراتك مخصصة بشكل صريح بالبيع، بل يمكن الدوران حول الفكرة بعدة طرق. فمثلًا لو طُلب منك تقديم محتوى على الفيسبوك لشركة إنتاج العسل، فليس من المحبذ أن تقوم بالنشر اليومي عن منتج العسل ووضع الروابط، بل بإمكانك مثلًا عرض معلومات عن حياة النحل، وطريقة تشكل العسل داخلها، والتحدث عن طريقة تخزين العسل بالشكل الصحيح، وطريقة إنتاجه ضمن الشركة. ومن الممكن أيضًا تقديم وصفات لوجبات تتضمن العسل كعنصر أساسي، وهنالك العديد من الأفكار التي لا نهاية لها، وهذا ما يسمى بالتسويق الضمني، أي أنك لم تقوم بالتسويق بشكل صريح، بل جعلت العميل يشعر بحاجته للعسل، إما لفوائده، أو لطعمه اللذيذ، أو لتجربة وصفة ما.
من المؤسف أن الوطن العربي لا يزال فقيرًا جدًا في العالم التسويقي، ولا يسعى لتطوير نفسه في هذا المجال كما هو الحال في باقي العالم، وأقرب مثال لذلك هو منشورات الفيس بوك التي يعتقدون أنها تسويقية بمجرد ترك السعر فارغًا، وعدم الاجابة على التعليقات التي تتساءل عن سعر المنتج، لأن هذه الطريقة أصبحت اعتيادية ومملة بالنسبة للعميل، ربما يكون إخفاء السعر مهمًا في بعض الأحيان، ولكن الأهم أن تجعل العميل يفكر في كل شيء إلا في سعر المنتج، لأن حاجته له واهتمامه به أهم من سعره.
4. الإعلان: إن كتابة وصف إعلاني عن المنتج يعد الأصعب، نظرًا لأنك ستستخدم ما لا يزيد عن 10 كلمات، وستقدم شرحًا عن المنتج، وصورة أولية عنه. لذلك يجب أن تكون كلماتك مدروسة جيدًا، وتترك أثرًا في المشاهد، لأن مدة الإعلان لن تتجاوز بضع دقائق، وبالتالي إما سيحقق نجاحًا أو لا. لذلك يجب أن تترك في الإعلان (CTA) واضحة حتى تساعد العميل المحتمل من القيام بعملية الشراء فورًا، ومن المعتاد أن الإعلانات تكون مزعجة بالنسبة للمشاهد، إلا في حال كان الإعلان ملفتًا ومختلفًا، ويترك أثرًا طويل الأمد في ذهن المشاهد. وكونك تطمح لأن تصبح كاتب محتوى تسويقي، فعليك أولًا الاطلاع على كافة الإعلانات للشركات المنافسة المحلية والعالمية، وإجراء دراسة تحليلية للأسلوب المستخدم ومدى فعاليته، وبعدها تقوم باختيار الأسلوب الأنسب لك.
أهمية استخدام الاسلوب التسويقي
إن كنت لم تهتم بعد باستخدام الأسلوب التسويقي أو لم تعثر على الإيجابيات التي ستدفعك لذلك، عليك إذن قراءة السطور التالية، التي صرحت بها العديد من الشركات بعد التزامها كتابة محتوى تسويقي.
1. زيادة المبيعات: جميعنا نعلم أن الهدف الجوهري من جميع الحملات التسويقية هو زيادة نسبة المبيعات، وبالطبع هذا الأمر يحتاج إلى خطة متسلسلة وطويلة الأمد، ومن أهم أركان هذه الخطة هو اتباع أسلوب تسويقي بعيد كل البعد عن الأسلوب التقليدي. وقد صرحت العديد من الشركات أن نسبة المبيعات ارتفعت إلى النصف، وذلك بعد الاعتماد على كاتب محتوى تسويقي مميز، فقد اهتم الكاتب في الموقع الإلكتروني والمتجر ومواقع التواصل، لتصبح مترابطة ومتشابكة. فالمحتوى التسويقي يهدف للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع، ومن ضمن هذه الشريحة سينجذب الجمهور المستهدف الذي من المتوقع أنه سيتحول إلى عميل في المستقبل، ولن تحصل هذه السلسة إلا إذا كان الأسلوب ملفتًا، وأحدث ضجةً تسويقيةً، وحقق توسعًا كبيرًا.
2. تسويق العملاء: لو أنك ختمت كل منشور ومقال بالطلب من العملاء القيام بنشر المحتوى بين الأهل والأصدقاء لمساعدتك في التسويق لمنتجاتك، للبّى طلبك 1% منهم فقط، أما لو أنك قمت باتخاذ أسلوب تسويقي ملفت وخاص، لقام العملاء بالترويج لمنتجاتك شفويًا دون أن تطلب منهم ذلك. وفي الحقيقة أن أحد أصحاب شركات الشوكولا صرح مرةً أنه اضطر لركوب الحافلة، لأن سيارته الخاصة تعطلت في منتصف الطريق، ولأنه يعاني من مرض السكر، شعر بهبوط حاد في السكر فجأةً، فسأل أحد الركاب إن كان يمتلك شيئًا حلوًا ليأكله، فقدم له قطعة شوكولا،.وهي نفسها من إنتاج شركته، وأخبره الراكب أنها لذيذة جدًا ومفيدة، وتحتوي على مواد طبيعية، كما أنه ذكر جملة “صنعت من الكاكاو الطبيعي” وهي من ضمن الإعلان الخاص بالشوكولا، فقال صاحب الشركة أن الراكب سوق لي بالشوكولا الخاصة بي، وقد كان هذا الموقف من المواقف التي لن ينساها طوال حياته.
إذن إن كنت تطمح للوصول إلى هذه المرحلة من النجاح، عليك الاهتمام بجانبين رئيسيين، أولهما أن يكون المنتج ذي جودة عالية، والثاني هو امتلاك كاتب تسويقي يساعدك للفت الانتباه والوصول إلى الجمهور المستهدف. في الحقيقة دائمًا ما كان يؤسفني عندما أتعرف على منتج في الأسواق، ويكون ذي جودة عالية أنه لم يهتم بالحملات التسويقية، مما جعل انتشاره محدودًا، في حين أن منتجات المنافسين أقل جودة ولكنها أكثر انتشارًا، والسبب يعود إلى كون أن مجموعة كبيرة من الأشخاص يدفعها الفضول والاكتشاف لتجربة المنتجات، والتأكد من صحة التسويق.
المنتج الأقوى: قبل أن تقوم بكتابة نص تسويقي، اسأل نفسك هذا السؤال “لماذا سيقوم العميل باختيار هذا المنتج؟” في ظل كل هذا التوسع وانتشار الشركات العالمية والمحلية الكبيرة، لماذا سيختار أن يقوم بتجربة المنتج الخاص بك، خاصةً لو أن المنتج ليس جديد عصره بالسوق. مثلًا لو أنك تمتلك معملًا لعصر زيت الزيتون، فهنالك مئات العلامات التجارية التي تهتم بالمجال ذاته، ولكل فرد علامة ما يثق بمنتجاتها ومستمر بالتعامل معها، أي أن مهمتك ككاتب محتوى تسويقي وحتى كصاحب المنتج، أن تعثر على ميزة فريدة تشجع العميل على استبدال الثقة بعلامته بعلامتك الجديدة، وإن اتباع خطة السعر الأقل أصبحت قديمة وغير مجدية، بل ركز على المنافسة بالجودة لا المنافسة بالسعر، لأن الكثير من الجمهور يعتقد أن القيمة المالية للمنتج تزداد مع ازدياد الجودة، وبالتالي التنافس بالسعر سيضعك في لائحة الجودة الأقل، وقد يلحق بك خسائر مستقبلية إن لم يكن كل شيء مدروسًا بالنحو الصحيح.
الخطة الدائمة: إن الكتابة التسويقية تفتح أمامك المجال لعرض افكار متسلسلة، فلن يكون محتواك محصورًا فقط على المنتج والتعريف به، بل سيكون ذلك جزءً من خطتك القائمة على ربط جميع الترندات بمنتجك، والسعي للتعريف به خارج إطار الشركة، والتوسع في فوائده واستخداماته، وتسليط الضوء على طرق صناعته، فبدل أن تخبر العميل أنك تمتلك مصنعًا للبطاطا المقرمشة، خذه في جولة دائمة في مصنعك، وستكون هذه البطاطا متواجدة في كل المناسبات والأوقات.
خطوات كتابة المحتوى التسويقي
لقد أصبحت الآن متأكدًا بأنك تمتلك صفات كاتب المحتوى المحتوى التسويقي، ولكن ما تبقى الآن هو السير وفق خطوات مدروسة للوصول إلى نص تسويقي مميز ومختلف، ويساعدك للوصول إلى الأهداف التي يطمح لها العميل. وهذه الخطوات هي:
1. افهم الهدف الرئيسي: قبل أن تباشر بالتفكير والتخطيط، قم أولًا بالتحدث مع العميل، وفهم الأهداف التي يطمح للوصول لها، والأفكار التي يقترحها، وآلية تفكيره، لأن كل هذه الأمور ستساعدك في اختيار كلماتك بشكل دقيق أكثر، فالمنشور الذي يهدف لزيادة عدد المشاهدين لا شك أنه يختلف بشكل كبير عن المنشور الذي يهدف لزيادة عدد النقرات، ومعرفتك بهذا الاختلاف هو الذي سيصنع فارقًا كبيرًا في أسلوبك التسويقي، لذلك كنصيحة أولى استمع إلى العميل جيدًا.
2. أبرِز العلامة التجارية: إن الكتابة التسويقي ما هي إلا جانب من جوانب خطة تسويقية متكاملة، لذلك يجب أن تراعي هذا الأمر خلال كتابتك، بحيث تقوم بإظهار العلامة التجارية والهدف منها بشكل واضح. ويتم ذلك من خلال تحليل النتائج التي ينتظرها الجمهور من هذه العلامة. فمثلًا لو كنت تروج لشركة إنتاج الثلاجات، يجب أن تكون كلماتك تدل على الثقة طويلة الأمد والجودة العالية، ولا يشترط أن يتم ذكر هذا مباشرةً. إن كنت لم تستوعب هذه النقطة، قم بمراجعة الأسلوب التسويقي للشركات العالمية، ففي حروفها تعزيز لثقة العميل بالمنتج، وستلاحظ أنها لم تذكر ذلك مباشرةً، بل شعرت أنت بذلك، وهنا يكمن فن الكتابة التسويقية. وبالطبع لن تصل إلى هذه المرحلة من التجربة الأولى، بل إن تكرار المحاولة سيجعل أسلوبك مميزًا وأكثر إقناعًا.
3. مراعاة محركات البحث: إذا طلب منك العميل الكتابة على موقع الويب أو مواقع التواصل الاجتماعي، فأنت لا تحتاج إلى أسلوب تسويقي وحسب، بل تحتاج إلى التعمق بمحركات البحث، وخاصةً استخراج الكلمات المفتاحية التي ستساعدك في تقدم محتواك في صفحات غوغل الأولى، وإن أشهر الأدوات التي تساعدك في ذلك هي أداة Keyword planner، فكل ما عليك هو كتابة كلمات تشير إلى الفكرة العامة لمحتواك، والأدوات التي ستقدم لك الكلمات المناسبة، ولكن احرص على أن يتم تضمينها بشكل ملائم ومناسب، وتكرارها عددًا مناسب من المرات. أما لو كانت الكتابة بعيدة عن مواقع الويب، فلن يكون هناك أي تقييد لك.
4. اهتم بالمقدمة: إن ما يجذب انتباه الأشخاص هو أول كلمة وقعت عينهم عليها، فإن كانت مشوقة سيجعلهم الفضول يتابعون القراءة حتى النهاية، أما لو كانت اعتيادية، فسيتابعون التصفح دون أي اهتمام، خاصةً في ظل التطور الرقمي الذي نشهده اليوم، حيث يرى الجمهور آلاف المنشورات والمقالات يوميًا، فما الذي يجعله يتوقف على منشورك ويختاره بين آلاف المنشورات؟ لذلك عليك الاهتمام بالمقدمة بصورة مبالغ فيها، ويفضل أن تكون مشوقة وغريبة، أو ربما تطرح سؤالًا ما، أو أن تكون غير واضحة، ولكن الأهم أن تكون ملمة بالمحتوى وليست بعيدة عنه.
5. قدم حلًا: إن الترويج للمنتجات بالطريقة التسويقية يحتاج إلى ربط حاجة العميل بهذا المنتج، لأنك تحتاج لإقناع الشخص بشرائه والتفكير بأنه يحتاجه حقًا، لذلك عليك فهم المشاكل التي سيستطيع المنتج حلها للجمهور، لأن الناس تبحث دائمًا عن حل مشاكلها. فمثلًا لو كنت تروج لشركة الثلاجات ذاتها، أخبر الجمهور أن توفير الكهرباء أَمر مهم، وهو غاية الشركة وما تسعى له، وأن المحافظة على الطعام من التلف هو ما يحتاجونه في فصل الصيف وهكذا.
ماهي مهارات كاتب المحتوى التسويقي؟
خلال تصفحك لموقع لينكد إن، لا بد أنك قد عثرت على فرصة عمل ككاتب محتوى تسويقي لدى عدة شركات، وتساءلت بماذا يختلف كاتب المحتوى التسويقي عن الكاتب العادي؟ وهل أنا مؤهل لأصبح كاتب محتوى تسويقي؟
لتحصل على إجابة كافية تابع معي مهارات كاتب المحتوى.
1. مهارات لغوية عالية: إن امتلاك الفكرة غير كافٍ ليجعلك كاتبًا تسويقيًا، بل أنت تحتاج لامتلاك مهارات لغوية، ونحوية وتعبيرية قوية، فليس من المعقول أن يعاني الكاتب من مشاكل لغوية، لذلك يجب أن تخضع لدورات لغوية في اللغة التي ستكتب بها، ..وأن تصل بهذه الدورات إلى مستوى ممتاز لتصبح مؤهلا لتكون كاتبًا، ك كما انك ستحتاج إلى الكثير من التدريب والتمرين لتجيد اللغة على أتم وجه.
2. معرفة عميقة بالتسويق: إن كاتب المحتوى التسويقي يحتاج لامتلاك ثقافة كبيرة بمجال التسويق وإدارة الأعمال حتى يتمكن من التحكم بقلمه، وتوجيهه كيفما يريد. فالكتابة التسويقية ليست عبارة عن كلمات مصفوفة وموزونة على القافية، بل هي سلسلسة ترابطية من الخطة التسويقية التي تهدف إلى زيادة المبيعات وتوسيع دائرة الجمهور، وهناك العديد من الأشخاص من قاموا بالتوجه إلى تعلم التسويق أكاديميًا، وبهذا أصبحوا ملمين بعالم التسويق، وامتلكوا خبرة كافية للخوض في عالم كتابة المحتوى التسويقية.
3 فهم منصات التواصل: إن سعيك للعثور على وظيفة عبر الإنترنت سيجعلك مكلفًا بامتلاك ثقافة كبيرة في العالم الرقمي، وكيفية التعامل مع التطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي، ولا أقصد بذلك إيجاد تصفح الفيسبوك واستخدام الواتساب، وإنما امتلاك خبرة بتحليل المنشورات وبناء سلسلة منشورات متكاملة، لها هدف محدد ومتابعة تحقيق هذا الهدف، ومعرفة المرحلة التي تم الوصول لها، وإمكانية تقديم اقتراحات دائمة لتحسين الأداة، لأن هذا ما يطمح له كل عميل، وهو العثور على كاتب محتوى ذي ثقافة تقنية عالية.
4. سياسة التعامل مع الجمهور: كونك كاتب محتوى تسويقي، فأنت تهدف لتقديم محتوى يتناسب مع رغبة الجمهور، لذلك يجب أن تمتلك معرفة عميقة بالجمهور وطموحاته واحتياجاته وما هي آماله من العلامة التجارية التي تسوق لها، وعادة ما يتوقف ذلك على عمر الجمهور، ومكان تواجده، والظروف المعيشية المحيطة، ومجال اهتماماته.
5. معرفة جيدة بمحركات البحث: عندما تقرر أن تصبح كاتب تسويقي، عليك أن تدرك تمامًا أنك لا تكتب في مجلة، لذلك يجب أن تكون ملمًا بقواعد الكتابة على محركات البحث، وأهمها معرفة (استخراج الكلمة المفتاحية) وامتلاك فن استخدامها بطريقة تسويقية، بحيث لا يتم حشوها بين السطور، وإنما تناغم الكلمات مع بعضها البعض، لأنه ما الفائدة من امتلاك محتوى رائع وكلمات جذابة، وهذا المحتوى لا يصل إلى الجمهور، وكونك كاتب محتوى، فأنت المسؤول عن هذا الأمر، لذلك يجب أن تمتلك معرفة كافية به، ويفضل أن تخضع لدورات تدريبية تساعدك بالتعرف على محركات البحث بشكل أعمق.
6. التفريق بين أساليب الكتابة: يجب أن يكون الكاتب قادرًا على تنفيذ أي مهمة كتابية تُطلب منه، سواءً منشورات مواقع التواصل الاجتماعي، أو مقالات المدونات، أو رسائل البريد الإلكتروني، وأن يمتلك معرفة كافية بمستلزمات الكتابة لكل نوع، والأسلوب اللازم، وعدد الكلمات وما إلى ذلك.
7. السرد القصصي: إن حجر الأساس للكتابة التسويقية هي امتلاك مهارة السرد القصصي، لأنك بأي لحظة قد تحتاج لاستخدامه كونه ملفتًا ومحببًا لدى الجمهور، ولكن ليس كل كاتب محتوى بإمكانه إتقان هذا الجانب، وهذا ما يميز الكاتب التسويقي عن غيره. غالبًا ما يرتبط الأمر بالمهارة والموهبة، ولكن ممكن أن يتم اكتساب هذا الأسلوب على المدى الطويل من الممارسة، والخضوع لدورات تسويقية تدريبية تهتم بكتابة المحتوى.
في الختام، تعد كتابة المحتوى التسويقي من أهم مجالات كتابة المحتوى، وكونك كاتب محتوى، فلا بد أن تعرف كيف تصيغ وتصنع كتابة محتوى تسويقي حتى تصبح كاتب محتوى ناجح.