الأحد, سبتمبر 8, 2024
Homeتطوير الذاتهل حقًا تختلف شخصية الإنسان من فردٍ لآخر؟

هل حقًا تختلف شخصية الإنسان من فردٍ لآخر؟

هل حقًا تختلف شخصية الإنسان من فردٍ لآخر؟

قد لا يصدق البعض أن شخصية الإنسان تختلف من فردٍ إلى آخر، ولكن خلق الله تعالى الإنسان من تراب الأرض، وقد اختلفت أشكال وصفات وشخصيات البشر بناءً على اختلاف التراب، فمنهم اللين السهل كالرمل، ومنهم الشديد القاسي كالحجر، وهذا الاختلاف بينهم جعل التعامل فيما بينهم صعبًا، ويحتاج إلى بعض التنازل من الطرفين للوصول إلى نقطة تلاقي بينهم، وقد قام علماء النفس بتبيين شخصية الإنسان وأنواعها، وهذا ما سيدور حوله مقالنا اليوم.

لا يمكن أن نجزم أن جميع صفات الإنسان نمت معه من صغره، لأن هناك الكثير من الصفات التي اكتسبها خلال مسيرة حياته وخوضه بصراعات الحياة، وبعضها الآخر جاءت باجتهاد منه للحصول عليها، وبعضها كانت ردة فعل عن ضغط أو أزمة ما.
قامَ علماء النفس بإحصاء مجموعة من الصفات، وبينوا أن وجودها في الإنسان دليل على انتمائه لإحدى الشخصيات، ومع تقدم العلم وتطوره يتعرف العلماء إلى شخصية الإنسان يومًا يعد يوم ويتعمقون بها ويبيّنون الطريقة الصحيحة للتعامل معها، فإن كنت ترغب بالتعرف على نوع شخصيتك أو شخصية شخصك المفضل، فهذا المقال سيساعدك بذلك، حيث سنبين فيه أشهر الشخصيات الأساسية للإنسان.

شخصية الإنسان وأنواعها

الشخصية الجذابة: الشخصية الجذابة تعرف بخاطفة الأبصار، فعندما يتواجد صاحب الشخصية الجذابة في أي مكان تكون الأبصار متجهة نحوه، حيث يتمتع أصحاب هذه الشخصية بحس الفكاهة واللباقة وحسن الحديث ومستوى متقدم من الثقافة، ففي وجودهم لن يعلو صوت على صوتهم، وتعتبر هذه الشخصية ناجحة في أي موضع كانت فيه، وخاصة في المجال الإداري، وكذلك يسعى أصحاب هذه الشخصية إلى تطوير الذات والثقة بالنفس دائمًا، كما أنهم لا يتأثرون بوجود المحبطين من حولهم، بل يثقون تمامًا أن كثرة المحبطين دليل على نجاحهم.
إن التعامل مع هذه الشخصية مريح جدًا، إذ أنهم لن يحاسبوك على كل كلمة تتفوه بها، ولديهم من الصبر والحكمة ما يكفي لتحمل جميع شخصيات البشر، إذ إن هذا النوع من الشخصيات أقرب للمثالية، فلو أنك عثرت عليهم في حياتك فتمسك بهم جيدًا، وحافظ عليهم وتعلم منهم ونمي شخصيتك بهم، وإن كنت أنت صاحب هذه الشخصية، فحاول أن تحافظ عليها وألا تدخل في دائرة الغرور، وأن تكون مصدر فائدة ونفع وقدوة لغيرك.

الشخصية الحساسة: الشخصية الحساسة هي الشخصية التي تنغمر بالمشاعر والأحاسيس، هذه الشخصية التي تشعرك بأنك تتعامل مع زجاج لا مع إنسان، وأن كلامك مكون من حصوات وحجارة لا من حروف، تتأثر هذه الشخصية بالمحيط بشكل مبالغ فيه، حيث ستقف منصدمًا من شدة فرحها لأمر صغير، ومن شدة الدموع التي قد ذرفتها لموقف صغير، لا تستطيع هذه الشخصية أن تتحكم بعاطفتها ولا أن تفصل قراراتها العقلية عن القلبية، بسبب عدم معرفتها في كيفية التحكم بالمشاعر، وهذا ما يجعلها تعيش في عالم من الفوضى الداخلية، كما أنها غالبًا لا تفهم أقوال وأفعال الناس بالمعنى الصحيح، لأنها تعتقد أن كل أمر موجه لها، وأنها المقصودة من كل شيء، وتعيش هذه الشخصية بحالة من اللوم الدائم على كل فعل وقول، لذلك تراجع قراراتها دائمًا.
لا يعتبر التعامل مع الشخصية الحساسة سهلًا، خاصة لو أنك من الأشخاص الذين يشعرون أن التعبير عن المشاعر هو أمر تافه لا معنى له، لكن الحقيقة أنك إن أحسنت التعامل مع هذه الشخصية فقد اكتسبت قلبًا يحبك بصدق وشخصًا يقدم لك روحه دون أي مقابل، لذلك إن صادفت بحياتك من هذه الشخصية فتعامل معها برفق وتفهم وطمئنها دائمًا، وإن كنت أنت صاحب هذه الشخصية فحاول أن تعطي كل موقف حقه، وألا تبالغ وألا تنزف مشاعرك فيما لا يفيد، وأن تضبط مشاعرك ما أمكن حتى لا يتم استغلالك منها.

الشخصية العصبية: وهي من الشخصيات المتعبة لذاتها ولغيرها، إذ إن كلامك معها سيكون محسوبًا ودقيقًا، فالغلط هنا قد يكلفك شراء طاولة أو كرسي جديد! حيث لا تضبط هذه الشخصية ردة فعلها، وتفقد أعصابها وتحكمها بذاتها بمجرد حصول أي حدث مخالف لرغباتها، أو حدثَ نقاش مخالف لرأيها، كما أن أصحاب هذه الشخصية يُعرفون بالتهور والتسرع في اتخاذ القرارات وإصدار الأحكام على الناس، لذلك أصحاب هذه الشخصية بعيدون كل البعد عن القيادة، كما أن العناد والتشبث بالرأي من أشهر صفاتهم، ووجودهم في عالمك سيجعلك تسمع الكثير من الكلمات الجارحة، فهم لا يفكرون بالكلام قبل التفوه به، لأن ينطقون بكل ما يجول في أذهانهم.
لكي تتعامل مع هذه الشخصية عليك أن تتعلم فن المسايرة، وأن تتجنب خوض النقاشات معهم خاصةً وقت غضبهم، أخبرهم أن كلامهم صحيح،.وأن ما يريدونه سيكون، ولكن عندما يعود صاحب هذه الشخصية إلى وضع الهدوء عليك محادثته بهدوء، وإخباره بمدى حزنك من تصرفاته حتى يراجع نفسه ويحاول أن يضبط تصرفاته، ولو كنت أنت صاحب هذه الشخصية حاول أن تتعلم فن الاصغاء واكتساب صفة الهدوء والتروي، حتى لا تحرق نفسك وغيرك بنار غضبك.

الشخصية الاتكالية: الشخصية الاعتمادية هي الشخصية التي اعتادت أن تلقي مهامها وواجباتها على غيرها، إذ إنها لا تمتلك الثقة بالنفس الكافية التي تساعدها على إنجاز مهامها، كما أن أصحاب هذه الشخصية يعانون من صعوبة من الوصول إلى مراحل متقدمة في التعلم، وحتى في العمل لا يستطيعون السعي لوحدهم، بل يحتاجون دائمًا لوجود أحد بجانبهم، ويعاني أصحاب هذه الشخصية من صعوبة كبيرة في اتخاذ القرارات، لأنه دائمًا يستمع إلى أكثر من رأي، ويعرض على أكثر من شخص، مما يشتته ويضعه في الحيرة، كذلك يعاني أصحاب هذه الشخصية من توتر دائم وقلق وخوف شديد من تجربة أي أمر جديد.
إن التعامل مع هذه الشخصية صعب جدًا، لأنه قد يتم استغلالك في الوقت الذي تظن أنك تقدم به المساعدة، لذلك إن كنت محاطًا بهذه الشخصية عليك أن تعلمهم الاعتماد على الذات والثقة بالنفس، وأن تخطّ لهم الخطوات الأساسية ليمشوا عليها، وأن تشجعهم ليجربوا أي أمر بأنفسهم، أما لو كنت أنت صاحب هذه الشخصية فعليك الالتحاق بدورات تطوير الذات وتعزيز الثقة بالنفس، حتى تصبح مؤهلًا لتحمل المسؤولية والاعتماد على النفس، لأنك بهذه الشخصية لن تجد من ريح النجاح شيء.

الشخصية النرجسية: الشخصية النرجسية تعتبر من الشخصيات السلبية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهي تعشق الأخذ ولا تفقه معنى العطاء، وتحاول دائمًا أن تثبت ذاتها وتسمع صوتها رغم فراغها الداخلي وسطحيتها، وهذه الشخصية يصعب إرضاؤها بأي شكل كان، وتعتبر هذه الشخصية نفسها صعبة المنال وأنها مقدسة ومهمة، وتفرض على الجميع أن يصنع لها منزلة واحترام مبالغ، وكل ماذكر لا يعادل شيئًا أمام كونها تجيد التصنع والخداع، فربما أنك تتعامل مع الكثير من الشخصيات النرجسية من حولك دون أن تشعر، لأنهم متلبسين بشخصيات أخرى ليخفوا ما أمكن من سوئهم، حيث يحاولون دائمًا أن يظهروا بشخصية المظلومين حتى تتعاطف القلوب معهم، وعندما يضمنوا حبك لهم و تعاطفك معهم يبدؤوا بإظهار الوجه الثاني لك ويبدؤوا باستغلالك.
إن عدم تعاملك مع هذه الشخصية أفضل من تقديم النصائح لك للتعامل معهم، لذلك حاول أن تبتعد عنهم ما أمكن، ولكن إن كنت مضطرًا للتعامل معهم فحاول أن تتجنب الإصغاء لهم حتى يفقدوا شيئًا من غرورهم، وافرض وجودك في حياتهم ولا تتنازل عن حقوقك معهم، وإن كنت أنت صاحب هذه الشخصية، فعليك أن تراجع نفسك جيدًا وتلتزم بالدورات التدريبية التي تنقذك مما أنت فيه، وهذب نفسك، وتذكر: رحم الله امرءٍ عرف قدر نفسه فوقف عنده.

الشخصية الانطوائية: الشخصية الانطوائية تفضل الوحدة والعزلة ولا ترغب بالخروج لمشاهدة العالم ولا للصراع فيه، تتسم بالهدوء المفرط، إذ إن الكثير يتهمها بالغرور والتكبر لعدم رغبتها بالكلام والتعبير عن الرأي، وهذا نابع من كونها لا ترى للأمر أهمية، غالبًا أصحاب هذه الشخصية يميلون لقراءة الكتب والتعمق بالعلم على حضور جلسة عائلية،ولكن من سلبياتها أنها لا تتأثر بمديح أو ذم، ولا يهمها ما يقال عنها في حضورها أو غيابها، وفي ذات الوقت لا تعطي أية نصائح أو انتقاد لغيرها، لذلك هي تعيش بسلام تام بعيدًا عن الناس.
يتميز أصحاب هذه الشخصية بأن لهم خيال واسع جدًا، وقدرة رهيبة على التخطيط والابتكار، وقد وضح علماء النفس أن أشهر الفلاسفة والفنانين من أصحاب الشخصية الانطوائية، لذلك لا يمكن ربط الفشل بالانطوائية كما يعتقد البعض.
إن التعامل مع هذه الشخصية يكمن صعوبته بأن صاحب الشخصية لا يريد أن يتعامل معك! لذلك حاول أن تبحث عن مواهب مشتركة لممارستها وأن تعطيه اهتمامًا مضاعفًا لكي يشعر بالراحة معك، و إن كنت أنت صاحب هذه الشخصية، فحاول أن تختلط مع بعض الأشخاص، فليس كل البشر سيئون كما تعتقد، بل إن الحياة مليئة بالناس الرائعين الذين ستستفيد من تجاربهم وخبراتهم، حاول في بداية الأمر مع شخص واحد، وبعدها تابع لتصنع مجتمع جميل من حولك.

الشخصية الإجتماعية: الشخصية الاجتماعية تعشق البشر والاختلاط بهم والتعرف عليهم وتجديد العلاقات والخوض في الأحاديث والنقاشات، ويتماشى مع جميع الشخصيات، ويعتبر محبوبًا جدًا لأنه لا يزعج أحدًا حتى لا يفقد وجوده. هذه الشخصية لديها رهاب العزلة والبقاء في البيت، حيث أنها تعشق التنزه والخروج في رحلات، والتعرف على جميع أنماط البشر، بعيدة كل البعد عن الاكتئاب والحزن، حيث تعتبر أن الحياة فرصة، وعليها استغلالها جدًا، تعتبر هذه الشخصية ناجحة في حياتها المهنية والعاطفية وهي مرغوبة دائمًا.
التعامل مع الشخصية الاجتماعي مريح وجميل ولابد أن تكون هذه الشخصية موجودة في حياتك حتى تخرجك من هموهك، وتشعرك أن الحياة جميلة وتستحق السعي والبذل، إن كنت أنت صاحب هذه الشخصية فعليك أن تحافظ على تفاؤلك، ولا تتأثر بمن حولك، ولا تجعل كثرة مخالطتك للبشر تنزعك من شخصيتك ومبادئك الأساسية.

في الختام، قدمتُ لكم بعض أشهر الأنواع من شخصية الإنسان، ونصائح مفيدة للتعامل مع كل شخصية، وأرجو أن يكون المقال مفيدًا لكم.

Sawsan Mohamed
Sawsan Mohamed
بدلًا من أن أقف بين طابور المتذمرين من الواقع العربي وتأخره، قررت أن أقدم بصمة للتغير من خلال حروفي، لعلّها تكون نورًا لمن يبحث عن العلم والفائدة. سوسن محمد؛ أحد كتّاب المحتوى الهادفين، والباحثين عن التميز والتألق، لينيرا لها هذا الدربَ السامي.
مقالات ذات صلة

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

- Advertisment -

الأكثر شهرة