المهارات الناعمة اللازمة لكل مستقل يسعى إلى النجاح
تعد المهارات الناعمة مهارات أساسية لا غنى عنها في كل فرد يعمل في إحدى مجالات العمل الحر، حيث تساعد هذه المهارات في جعل كل عمل احترافي، ومهما كان المجال الذي تعمل فيه عبر الإنترنت، فإن المهارات الناعمة حتى لو كانت مهارات ثانوية مهمة للغاية لتكون احترافيًا في عملك. فما هي هذه المهارات؟ وكيف يمكنك اكتسابها؟ تابع مقالنا هذا لتتعرف على كل ما تريد معرفته عن المهارات الناعمة.
ما هو تعريف المهارات الناعمة Soft Skills؟
يمكن القول أن المهارات الناعمة عبارة عن مهارات شخصية أساسية، وهي مهارات مهمة للغاية للعمل والاستمرار بنجاح فيه، ولا ترتبط هذه المهارات بأي مجال عمل، فكما قلت لك، فهي مهارات شخصية يتم تنميتها بمجهود شخصي منك. ولا ترتبط هذه المهارات بالمهام المطلوبة منك في مكان العمل، ولكنها تساعدك ليكون عملك منظمًا ودقيقًا واحترافيًا.
في الواقع يبحث أصحاب الأعمال عن أشخاص يمتلكون مهارات ناعمة مع المهارات المتخصصة في مجال العمل، وأحيانًا يفضلون توظيف أشخاص يمتلكون مهارات ناعمة حتى لو كانوا ذو خبرة أقل من غيرهم من حيث المهارات الأساسية المتعلقة بمجال العمل الأساسي. وغالبًا ما نرى فرص التوظيف مصاحبةً فيها متطلبات لمهارات غير أساسية في مجال العمل، مثل القدرة على التواصل الفعال، والعمل ضمن الفريق وما إلى ذلك، وهذه إحدى المهارات الناعمة المطلوبة للغاية، ويعود سبب طلب وجود هذه المهارات في الشخص المختار للوظيفة هو أنها تساعد جدًا في سير العمل بشكل منظم ودقيق، وفي وجود مرونة في حل المشكلات واتخاذ القرارات المناسبة والتواصل مع الفريق بفعالية كبيرة.
فإن كنت تعمل في أحد مجالات العمل الحر ولا تمتلك هذه المهارات، ففي الواقع لن تصل إلى مراتب النجاح دون امتلاك هذه المهارات، خاصةً أن الشركات أصبحت تشدد أكثر على وجود هذه المهارات عند رغبتها بتوظيف أحدهم لديها. فمجال العمل الحر والعمل عن بعد يتوسع ويتطور كل يوم أكثر فأكثر، فاركب قطار التطور واكتسب المهارات المطلوبة اليوم حتى تكون إنسانًا ناجحًا في عملك.
ما هي أهم المهارات الناعمة المطلوبة في سوق العمل؟
سأساعدك لتتعرف على أهم المهارات الناعمة المطلوبة في سوق العمل، والتي من دونها لن تحقق نجاحًا في مجالك، لذلك ركز معي وتابع القراءة.
1. مهارة تنظيم الوقت
تعد هذه المهارة مهمة للغاية ومطلوبة بشدة، خاصةً أن الشركات ترى أن الوقت هو أهم الموارد لديها، وإن تنظيمه بصحّة وبدقة يساعدها في تنظيم عملها وسيره وفق منهجية دقيقة. وإن كنت لا تمتلك هذه المهارة فالشركات سترفضك بسرعة، لأنها غير مستعدة لضياع وقتها الثمين. وفي الواقع تعد هذه المهارة ثمينة للغاية، فدائمًا ما نرى الناجحين ينظمون وقتهم ويديرونه بشدة، ويعدونه مورِد مهم للغاية للنجاح. ويمكنك اكتساب هذه المهارة عن طريق اتباعك النصائح التالية:
- حدد الأهداف التي تريد الوصول إليها، ومن الأفضل تصنيفها إلى أهداف طويلة الأجل وقصيرة الأجل.
حدد الأمور التي يضيع بها وقتك دون فائدة. - ارسم خطة منهجية تسير بها لإنجاز أهدافك اليومية، وأنصحك دائمًا بأن تبدأ بالمهام الأصعب. ولا تجعل شعور الإحباط يسيطر عليك في حال لم تنتهِ من جميع مهامك اليومية.
2. مهارة العمل ضمن الفريق
وهي من أبرز المهارات الناعمة المطلوبة اليوم، ويمكنك تصفح فرص التوظيف التي تنشرها الشركات، لترى أن أغلب الفرص تطلب مهارة العمل الجماعي أو العمل ضمن الفريق، ويرجع ذلك لأهمية هذه المهارة ضمن العمل، فالشركات ترى أن العمل الجماعي مهم لِما له من نتائج مثمرة تجنيها الشركة. وتتمثل هذه المهارة في قدرة الفرد على العمل مع فريق كامل لتحقيق أهداف مشتركة، ويتطلب ذلك القدرة على التعاون مع باقي أفراد الفريق والاتفاق على إنهاء المهام المطلوبة بتنظيم عالٍ. وإن كنت لا تمتلك هذه المعارة المهمة، فاتبع النصائح التي ستساعدك في كسبها:
- حاول أن يكون تواصلك مع أفراد الفريق فعالًا، بحيث تكون قادرًا على إيصال رأيك وأفكارك إليهم بسلاسة دون تعقيد.
- لا تهمل النزاعات في حال حدوثها، فهي تعطي نتائج غير مرغوب بها في العمل الجماعي، واسعَ دائمًا لفضّها وحل كل مشكلة تواجهك مع أي فرد من الفريق.
- كن مستمعًا جيدًا لزملائك في العمل، فاعطِ اهتمامًا للأفكار والآراء التي يشاركونها معك، فهذا يساعد في بناء التعاون أكثر بينك وبينهم.
- احترم الجميع، وأظهر ذلك الاحترام لهم، ولا تحتقر أفكار ومبادئ غيرك، فأنت في مكانٍ هدفك تحقيق أهداف العمل لا غير.
3. مهارة القيادة
عندما تمتلك خبرة كبيرة وواسعة في مجال عملك، فغالبًا ما ستصبح مسؤولًا عن فريق كامل لتديره، أي أنك ستصبح قائدًا لفريق عملك، وفي هذه الحالة لا تكفي خبرتك ومهاراتك في مجال عملك مهما كانت كبيرة، لأنك ستحتاج لمهارة قيادة فريقك إلى النجاح في تحقيق الأهداف. ويتطلب ذلك منك تحفيز الفريق وكل مشكلاتهم وإدارة عملهم والتخطيط لهم، وعدة مسؤوليات تترتب عليك، فإن كنت لا تمتلك مهارة القيادة فحتمًا ستفشل أنت وفريقك في العمل.
عدا عن قيادة فريق العمل، فالقيادة غير محصورة في قيادة أفراد فقط، بل إنها مرتبطة بنفسك أيضًا، إذ ينبغي عليك أن تقود عملك ونفسك حتى تصل إلى النجاح، كأن تدير مشاكلك التي تواجهها في العمل، وتدير وقتك، وتدير مهامك. ومما سبق نستنتج أن مهارات القيادة مهمة لكل شخص يعمل في مجالات العمل الحر . وفي حال افتقارك إلى هذه المهارات، فسأساعدك ببعض النصائح التالية:
- كن مستعمًا جيدًا لآراء وأفكار أعضاء فريقك، فكونك قائدهم لا يعني أن تسيطر عليهم وعلى أفكارهم، بل يجب تبادل الآراء والافكار حتى تستطيع إصدار القرار المناسب، فهذا ما يعتمد علي القادة الناجحون.
- هل تعرف أسلوب التعاطف؟ إنه أسلوب ناجح يتبعه القادة الناجحون، ويتمثل التعاطف في فهم احتياجات أفراد الفريق بفهم مشاعرهم، والتعبير لهم عن فهم مشاعرهم، ومعرفة ما يفكرون فيه. فكن متفهمًا لمشاعر أفراد الفريق حتى تعرف كيف تقودهم.
- لا تقتل إبداعك بالمشي وراء التقليد، فالإبداع هو ما يصنع النجاح والتميز، فسوق العمل يكتظ بالمنافسة الشرسة، وتقليد المنافسين سيجعلك في الطرف الهامش. لذلك أنصحك دائمًا أن تفكر خارج الصندوق وأن تحاول خلق أفكار مبدعة لم يصل إليها أحد قبلك.
4. مهارة الذكاء العاطفي
يعد الذكاء العاطفي استراتيجية قيادة مهمة عند الشركات، وفي الواقع تعد هذه الاستراتيجية ناجحة للغاية في قيادة فريق عمل، وتتمثل في فهم مشاعرك ومشاعر أفراد فريقك وتوجيهها نحو العمل بطرق إيجابية بحيث تعطي نتائج مثمرة. وتتمثل أهمية امتلاكك لمهارة الذكاء العاطفي في قدرتك على حل المشكلات بسهولة، وصنع القرارات المناسبة، وقيادة فريقك بسلاسة، ومما ذُكر العناصر الأساسية لقيادة الفريق، فإن تم تنفيذ هذه العناصر بصورة ناجحة.
وكوننا جميعنا بشرًا، فإننا نمتلك عواطفًا ومشاعرًا، ولا يستطيع أحد نكر هذا الأمر، أو كتم مشاعره حتى في العمل، لذلك نحتاج إلى إدارة هذه المشاعر حتى ننجح في عملنا، وإليك بعض النصائح التي تفيدك في ذلك:
- عليك أن تعرف طرق التحكم بالمشاعر وتوجيهها بصورة سليمة، حتى تعرف كيف تتعامل مع المواقف والظروف بشكل صحيح، وإصدار القرارات المناسبة لعملك.
- حفّز نفسك، فلا أحد سيساعدك طوال الوقت بذلك، يجب أن تعرف ما يثير طاقتك الإيجابية ودفعك نحو العمل بشغفٍ أكبر.
- الذكاء العاطفي يتمثل في فهم مشاعر الآخرين أيضًا، فمن الأفضل أن تفهم مشاعر الآخرين. ضع نفسك مكانهم في جميع المواقف حتى تستيطع من فهم شعورهم.
- إن الطريقة التي تتعامل بها مع فردٍ ما، غالبًا ما تكون غير مناسبة مع فردٍ آخر، لذلك عليك فهم هذا الاختلاف.
5. مهارة التفاوض
يعد من أهم المهارات الناعمة التي يجب أن يمتلكها كل لديه عمل في مجال العمل الحر، خاصةً أن العمل الحر يحتاج إلى التعامل مع عملاء مختلفين كل فترة، وهذا ما يستدعي وجود مهارة التفاوض. وتفيد مهارة التفاوض في القدرة على إقناع العميل والوصول معه إلى حلول ترضيه وترضيك. ولكن إن لم تملك هذه المهارة، فاتبع النصائح التالية:
- كن منتبهًا لجميع اشارات التواصل بينك وبين الفرد الآخر، وكن دقيقًا في شرحك ما تريد إيصاله إليه، فهذا ما يتمثل به الاتصال الجيد.
- يفضل العميل دومًا أن يعرف ما سيحصل عليه في نهاية العمل، لذلك من الأفضل أن تعطي للعميل تخطيطًا لعملك، أي يجب أن تعرف كيف تخطط لعملك، وزع المهام التي ستقوم بها خلال فترات زمنية، وحدد مع العميل ما ستقوم به والوقت اللازم لانتهاء العمل.
6. مهارة حل المشاكل
تعد هذه المهارة مهمة للغاية، لأن الجميع سيواجه مشاكل مختلفة في عمله، وهنا يستدعي ضرورة وجودة مهارة تساعد في حل هذه المشكلات بصورة إيجابية، وإلا فإن هذه المشاكل ستؤثر على عمل الفرد سلبيًا، وقد يقع في مشاكل أخرى بسبب ذلك. ولكي تتجاوز المشاكل التي تواجهك في عملك، اتبع النصائح التي سأساعدك فيها:
- أول ما يجب القيام به عند مواجهة مشكلة ما هو تحديد أسباب المشكلة وفهمها، ومن المهم أيضًا أن تستوعبها بكاملها، بحيث تعرف حجم المشكلة وأبرز الأسباب التي أدت إلى نشوبها، وأن تتنبأ بالمخاطر القادمة الناتجة عن هذه المشكلة.
- الخطوة التالية يجب أن تحدد الحلول التي تخفض من توتر المشكلة وتفاقمها، وأنصحك في هذه الخطوة أن تستشير وتسمع رأي من يعنيه الأمر أو أنه قادر على تقديم المساعدة. وفكر في جميع الحلول والأفكار.
- الخطوة الأخير تتمثل في استخلاص الحلول المناسبة واتخاذ القرار النهائي لذلك، وبعدها قم بتطبيق هذه الحلول بدقة متناهية.
7. مهارة المرونة
ما المقصود بالمرونة في العمل، إذ دائمًا ما تطلب الشركات توظيف أفراد يمتلكون مهارة المرونة في العمل. وتعنى المرونة في العمل هو التكيف مع متغيرات العمل، حيث من الطبيعي أن تحدث تغيرات مفاجأة في العمل، مثل بيئة العمل، أو حتى طبيعته، لذلك مطلوب منك أن تكون قادرًا على التكيف مع أي تغير يطرأ في العمل.
في الختام، إن المهارات الناعمة مهمة للغاية في عملك، ولا بدّ عند سعيك للوصول إلى النجاح والتطوير أن تمتلك هذه المهارات أولًا.
